توقيت القاهرة المحلي 13:30:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصير!

  مصر اليوم -

المصير

بقلم - عبد المنعم سعيد

أسأل القراء السماح فما سيأتى مغرق فى التشاؤم وهو غير معتاد ولا فى نية العمود أن يكون فيه ما يقلق أو يفزع. ولكن الفنون التى سبقتنا فرضت التحذير العام، أو حددت الأعمار التى يمكنها القراءة أو المشاهدة. المسألة هى أنه بات لدينا أول دليل يجسد حالة المصير البشرى إذا ما استمرت حالة اللامبالاة فيما يخص كوكب الأرض والاحتباس الحرارى وما جرى للقطب الشمالي. الدليل جاء من جزيرة مايوى Maui بالمحيط الهادئ، والتى هى من جزر ولاية هاواى الأمريكية بما فيها من جمال وفنون جعلها مقصدا للمتعة والسياحة. ارتفاع الحرارة إلى ما ارتفعت إليه خلال الأسابيع الماضية أدى إلى خروج الحمم من بركان قريب من الجزيرة، ومع اجتماع كليهما اشتعلت الحرائق فى غابات الجزيرة، وفى البيوت القاطنة فيها، من كان عائشا فيها تفحم، أما من لاذ بالبحر فقد كان ساخنا إلى الدرجة التى جعلته مسلوقا. الأيام باتت كيوم القيامة التى يفر فيها المرء من أمه وأبيه، وأخته وأخيه؛ وأينما تولت الوجوه لم يكن هناك إلا مقاصد الجحيم.

حتى وقت كتابة هذا العمود قبل أسبوعين فإن عدد الضحايا كان ١٠٦، ولكن المفقودين كانوا ١٣٠٠، والمعضلة الأكبر أن هناك ما هو أكثر أعدادا متفحمة أو مشوهة بحيث بات مستحيلا التعرف على من جاءه القضاء. استخدام تقنية الـ DNA لم يفلح فى الاستدلال على أحد من ٤١ إنسانا جرى الكشف عليهم وفق هذا الاختبار. المشاهد كلها مروعة ومفزعة من الشجر أو الحجر أو البشر. كل الأجساد سالت وتفحمت وتكورت أشكالها بين الأطراف والرأس فى تكوينات مرعبة. المدينة كلها باتت مثالا حيا على المصير البشري، ولعلها تنافس فى قسوتها جميع الأفلام والخيالات المريضة حول فناء البشر فى كوكبنا أو كواكب أخرى. بعضنا سوف يرى فى ذلك عقابا من السماء، ولكن البعض الآخر سوف يرى أنه بعد "مايوي" لم نفعل شيئا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصير المصير



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon