توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقاومة أضعفت المقاومة

  مصر اليوم -

مقاومة أضعفت المقاومة

بقلم - بكر عويضة

الأربعاء الماضي، نُقل عن زعيم «حزب الله» في لبنان قولٌ خلاصته أن إسرائيل فشلت في فهم المقاومة. السياسي المُشار إليه هو السيد حسن نصرالله. أما الكلام فقد تضمنه خطاب له كان يلقيه في إحدى المناسبات التي تهم الحزب الذي يتزعمه. بصرف النظر عما إذا كان القول ورد حقاً في نص الخطاب، كما تردد، أو أنه كان في سياق ذلك المضمون، فهو يبقى مهماً، وهو أيضاً ينم عن توضيح لواحد من أسباب استمرار دوامة الحروب بين إسرائيل والعرب ككل، وبينها وبين الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، طوال الخمسة وسبعين عاماً الماضية. بيد أن أهمية القول ذاتها، تفتح الباب، كذلك، أمام جراح كثيرة تتعلق بالمسارات التي سلكتها المقاومة الفلسطينية، ومِن ثم الذي آلت إليه من مآلات، الأرجح أن يتفق كثيرون على أنها تسببت في إضعافها، وفي مآسٍ لحقت بشعبها.عِوض البدء بما يجري على الأرض الفلسطينية الآن، أبدأ بالعودة إلى ماضٍ يرجع إلى بضعة عقود مضت، لكن تبعاته لم تزل قائمة حتى هذا اليوم. في السياق ذاته، سوف أرجّح أن صاحب القول المُشار إليه يتذكر أنه في عز ريعان شبابه، وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين بعد (هو من مواليد 1960)، كان شاهد عِيان على ما شهدت مخيمات فلسطينية في لبنان من فظائع في حرب اندلعت بين فصائل مقاومة تحمل اسم فلسطين في مايو (أيار) عام 1985. في تلك الحرب القذرة بكل المقاييس الإنسانية، ناهيك عن الوطنية، جاع أطفال فلسطينيون، كما يجوع أقرانهم في غزة الآن، واقتات بعض منهم على ما جادت به نفايات راح ذووهم يفتشون فيها عن الفتات، ويتنافسون حتى مع الفئران في الفوز بها، خلال فترات توقف الاقتتال بين عناصر تلك الفصائل، التي كان بعضها مدعوماً، زمنذاك، من جانب الطيف السياسي نفسه المنتمي إليه صاحب القول ذاته.

وصف قاسٍ؟ نعم، هو كذلك، وقد يصعب على التصديق، إنما الأكثر قسوة على نفس كل فلسطيني، أن أمر صفاء النيات بين زعماء الفصائل الفلسطينية داخل مخيمات اللجوء اللبنانية، لم يتحقق بشكل تام حتى هذا اليوم. هذه العِلة، كما يعرف الجميع، هي مصيبة المصائب التي عاناها الشعب الفلسطيني جراء انقسام الفصائل الفلسطينية على نفسها، منذ مطالع سنوات نشوء التنظيمات المعاصرة، عشية انطلاق حركة «فتح» في مثل هذه الأيام من عام 1965. كل الانقسامات الفلسطينية، بكل مكان، وبأي زمان، أسهمت دائماً في إضعاف مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن أنها كانت بمثابة خذلان للقضية الأساس، أعني ضياع فلسطين في النكبة الأولى. إنما، أتى انقسام سنة 2007 ليشكل كارثة الكوارث في مسلسل صراعات الفصائل الفلسطينية. تُرى، هل تدرك قيادات كل من حركة «حماس»، وحركة «فتح»، الحالية والتي سبقتها، مدى ثقل المسؤولية التي تتحملها، والتي سوف تُحاسب عليها تاريخياً، من حيث إن صراعاتها أضعفت المقاومة، فأطالت عمر الاحتلال، وأن شعبها كان، ولم يزل، دافع ثمنها الفادح؟

نعم، إسرائيل فشلت في فهم معنى أن يقاوم الشعب الفلسطيني ككل، وليس الفصائل وحدها، اغتصاب أرض الآباء والأجداد، وإجباره على الرحيل عام 1948، بعد التنكيل به من قِبل عصابات الإرهاب الصهيوني، لكن مصيبة المصائب أن يفشل قادة تنظيمات المقاومة في فهم معنى أن تنبض مواقفهم جميعاً من قلب واحد، هو القلب الفلسطيني وحده. ها نحن نشهد، تقريباً، المشهد ذاته يتكرر. قادة مقاومة لكل منهم وِجْهة موليها، وشعب فلسطين يدفع الثمن، أرواحاً وتهجيراً وجوعاً. تُرى، هل الآتي أعظم؟ الله وحده يعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاومة أضعفت المقاومة مقاومة أضعفت المقاومة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon