توقيت القاهرة المحلي 14:08:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلسطين... لبنان ثم اليمن

  مصر اليوم -

فلسطين لبنان ثم اليمن

بقلم:بكر عويضة

كما هو معلوم، انفجر «طوفان الأقصى» قبل عام من يوم الاثنين المقبل. انطلقت نيران حرب بنيامين نتنياهو تلتهم كل اعتراض يقف أمام وحشية التهجير، وقصف المستشفيات، والقتل دون تفريق بين طفل رضيع، وأمٍ مُرضعة، أو جدة مُقْعدة، وأب عجوز، في كل جزء من أرض فلسطين. حقاً، لقد تجاوز حقد تيار التطرف «الصهيوديني» الممسك بخناق حكومة نتنياهو كل المتعارَف عليه وفق قانون دولي يحكم العلاقات بين الدول والشعوب كي ينعم أولاد وبنات آدم وحواء بما خُلقوا لأجله، وهو إعمار الأرض، وليس الإفساد فيها بالقتل وسفك الدماء. ألا بئس ما يفعل بعض البشر ببعض؛ من أي عرق كانوا أو لسان وجنس ودين، عندما تُخنَق الضمائر، وتغدو القلوب دون عقول تبصر، فتميز بين حق الخير، وباطل الشر.

الآن، بعدما أصر حزب نظام إيران في لبنان على إقحام اللبنانيين في الحرب بين نتنياهو وحركة «حماس»، يجد اللبنانيون أنفسهم طرفاً في مواجهة غير متكافئة، ذلك أن ترسانة إسرائيل العسكرية تظل الأقوى، أياً كان مستوى تجهيز حكام طهران لوكلائهم في أي مكان. إنما؛ بصرف النظر عن اختلال ميزان القوة لمصلحة إسرائيل، ربما أصبح من الجائز طرح السؤال التالي: لماذا أصلاً الإصرار على أن تحرير فلسطين يبرر إلحاق دمار بأي بلد عربي؟ الأرجح أن يُقال إن قضية فلسطين تعني العرب أجمعين. نعم، لكن هذا القول الصحيح يجب ألا يوظف ضمن سياق مقولة «حق يُراد به باطل»، ذلك أن إسناد الفلسطينيين في معركة انتزاع حقوقهم المشروعة، وفي مقدمها العودة إلى أرضهم المغتصبة، واجب على العرب جميعاً، إنما ليس للفلسطينيين إملاء كيفية الالتزام بذلك الواجب على غيرهم، كما أنه ليس لأي طرف عربي أن يفرض على منظمة التحرير الفلسطينية، بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، إملاءات تتعارض مع المصالح الفلسطينية.

أعني بالفلسطينيين أعلاه قيادات الفصائل الفلسطينية باختلاف توجهاتها وتعدد تحالفاتها، وليس عوام الناس. سوف أسمح هنا لخيال الكاتب بأن يحلق في فضاء زمن لم يأتِ بعد، فأرجِّح أن تعتري الدهشةُ الأجيال الشابة بين فلسطينيي النصف الثاني من القرن الحالي، إزاء مدى اجتراء قيادات فلسطينية؛ بدءاً من ستينات القرن الماضي، وصولاً إلى الآن، على ادعاء أن التدخل في شؤون أكثر من مجتمع عربي كان ضرورياً لتحرير فلسطين. واقعياً، لم يكن ممكناً، في السابق، القول إن هذا الادعاء محض هراء، إلا في نطاق محدود، ومن امتلك جرأة البوح به كان مصيره العزل سياسياً، بعد التخوين والإقصاء اجتماعياً، وربما القتل لاحقاً. الآن، وجب الصدع بأنْ كفى تذرعاً بادعاء كهذا. لن تُحرَّر فلسطين بتدمير أي جزء في لبنان، أو اليمن... أو غيرهما. ألم يثبت من قبل أن الإخلال باستقرار الأردن لم يوصّل إلى القدس؟ بلى. لكن سؤالاً مهماً يبقى واجب الطرح أيضاً، خلاصته هي: لماذا سُمح للتنظيمات الفلسطينية بأن تغدو كيانات تمتلك إمكانات دول، ضمن ما عُرفت بـ«دول الطوق»، التي استضافتها، باستثناء سوريا تحديداً؟ ضيق المساحة يحول دون الإجابة الآن، ربما أتمكن في مقالة الأسبوع المقبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين لبنان ثم اليمن فلسطين لبنان ثم اليمن



GMT 08:09 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

بديع المقرئين

GMT 08:07 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

كيف تميزت السعودية سياسياً؟

GMT 08:05 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

لبنان: برنامجا استكمال الهزيمة أو ضبطها

GMT 08:03 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

أوروبا والألسنة الحداد

GMT 08:00 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

الرياض عاصمة العالم... مرة أخرى

GMT 07:49 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

مصادر الطاقة والأمن القومي البريطاني

GMT 07:43 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

مقام الكرد

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:57 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

مي عمر تكشف أسباب قبولها دور راقصة
  مصر اليوم - مي عمر تكشف أسباب قبولها دور راقصة

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها

GMT 03:22 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ريم سامي تتألق في مهرجان الجونة السينمائي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon