توقيت القاهرة المحلي 08:18:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مكان سلاح «حماس» فلسطين

  مصر اليوم -

مكان سلاح «حماس» فلسطين

بقلم: بكر عويضة

لا لبنان، ولا غيره، مكان السلاح الفلسطيني، وحدها أرض فلسطين هي المكان الصحيح لأي وجود فلسطيني مسلح. لذا؛ خيراً فعلت حركة «حماس» عندما سارعت إلى توضيح يؤكد أن «الانفجار الذي حصل في مخيم البرج الشمالي ناتج من تماس كهربائي في مخزن يحوي كمية من أسطوانات الأكسجين والغاز المخصصة لمرضى (كورونا)، وكمية من المنظفات والمطهرات والمواد الأولية المخصصة لمكافحة وباء كورونا»، وفق ما أوردت «الشرق الأوسط» في عدد الأحد الماضي. هل يكفي بيان التوضيح هذا، ونص ذلك التأكيد، لأن ينفي احتمال وجود سلاح يخص حركة «حماس» بأي من المخيمات الفلسطينية في لبنان، وليس مخيم «برج الشمالي» وحده، وبالتالي يضع جانباً مخاوف الطرف اللبناني القلق من تزايد هيمنة إيران على لبنان، إزاء إمكانية أن يصبح الوجود الفلسطيني المسلح امتداداً لتحكم سلاح حزب حسن نصر الله بالقرار السياسي للبنان، والاقتصادي، بل أوجه الحياة بجوانبها كافة؟ كلا، بالتأكيد، لن يكفي. السبب واضح كذلك، وبوسع كل من يرجع إلى قريب الأمس وبعيده، أن يضع أكثر من إصبع على مكامن الوجع في علاقة التنظيمات الفلسطينية مع لبنان الدولة، من جهة، ثم علاقاتها مع مجمل التكوين اللبناني بمختلف فئاته وتنوع توجهات تياراته.
هل تأخر الوقت كثيراً للقول إن الدولة اللبنانية ذاتها أسهمت في خطأ تثبيت وجود فلسطيني مسلح على أرض لبنان؟ ربما، لكن ذلك حصل فعلاً. الدليل قائم في اتفاق القاهرة (3 - 11 - 1969) الناتج من تفاوض قائد الجيش اللبناني، العماد إميل بستاني، مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، بتفويض من الرئيس شارل حلو، بغرض تنظيم الوجود الفلسطيني المسلح في جنوب لبنان. الأرجح أن يوثق التاريخ، مستقبلاً، ومن منطلق حيادي بحت، أن الأفضل بكثير للدولة اللبنانية، زمنذاك، كان لو أنها لم ترضخ، وأصرت على رفض أي وجود فلسطيني مسلح على أي جزء من الأرض اللبنانية. أكثر من ذلك، ذلك الرفض، لو أنه حصل، كان في صالح مستقبل العلاقات الفلسطينية مع الدولة في لبنان، ومع مجمل اللبنانيين، ثم ما بين التنظيمات الفلسطينية ذاتها. أعرف مسبقاً، أن الاستغراب سيشكل رد فعل قراء كثيرين إزاء قول كهذا، خصوصاً إذ يأتي من قِبل كاتب فلسطيني، إنما هل ثمة مبرر له؟ نعم، وهو في حد ذاته نتاج تجربة أيضاً، وليس مجرد استنتاج تنظيري.
أمضي أبعد في مراجعة الماضي فأرى رد فعلي، لو أن أحداً تجرأ فقال أمامي شيئاً ضمن سياق ما أوردت هنا قبل بضعة أسطر، كنت سوف أعده، على الفور، قد اجترأ على كل ما كان يُعطى يومذاك وصف «ثوابت» لها قداسة أنها «قومية»، أو «عروبية»، وفي حدها الأدنى «وطنية». هل بدأ المشهد يتغير مع اجتياح آرييل شارون لبيروت صيف 1982؟ كلا، قبل ذلك بسنين عدة، فالاجتياح الشاروني كان استكمالاً لما تسبب فيه الوجود الفلسطيني المسلح في الجنوب اللبناني، من خلل في العلاقة مع الجنوبيين أنفسهم؛ إذ كان واضحاً أن فشل التعايش بين عناصر التنظيمات الفلسطينية، وبين معظم أهل قرى جنوب لبنان، بمختلف طوائفهم، هو الذي أتاح للجيش الإسرائيلي مبرر اجتياح 1978 المعروف بعملية الليطاني. أكثر من ذلك، ألم تشهد المخيمات الفلسطينية في مختلف أنحاء لبنان، صراعات مسلحة بين عناصر التنظيمات نتيجة اختلاف الولاءات وتعدد التحالفات؟ بلى، ومن هنا القول إن ضرر السلاح الفلسطيني على أرض لبنان تجاوز اللبنانيين كي يطال الفلسطينيين أنفسهم.
مع ذلك، توجب الموضوعية طرح السؤال التالي: هل كان ممكناً تجنب نهوض وجود فلسطيني مسلح على أرض لبنان؟ نعم، لكن تحقيق هذا الأمر لم يكن مستطاعاً بلا توافق سوري - فلسطيني يشكل أساس الوضع الفلسطيني بعد مأساة ما جرى في الأردن. لو شاء الرئيس حافظ الأسد، اللاعب الإقليمي الأقوى عربياً في المنطقة، آنذاك، لقرر أن سوريا هي الجبهة الأساس في المواجهة مع إسرائيل، ليس لتحرير كل فلسطين، كلا، كان يكفي أن تتصرف دمشق كذلك بقصد استرجاع مرتفعات الجولان قبل غيرها. ذلك كان سيعني تموضع كل القوات الفلسطينية، بكامل رضا قياداتها، وبكل سلاحها، على الأرض السورية، لكي تعمل بتنسيق تام بين القيادات الفلسطينية وقيادات الجيش السوري. لو أن ذلك حصل فعلاً، ربما تجنب لبنان، والنضال الفلسطيني، أيضاً، الكثير من المآسي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكان سلاح «حماس» فلسطين مكان سلاح «حماس» فلسطين



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - بدء اختبار أول لقاح في العالم ضد عدوى نوروفيروس بتقنية mRNA

GMT 22:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»
  مصر اليوم - روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»

GMT 07:26 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة
  مصر اليوم - بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل

GMT 23:14 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

أسعار الحديد في مصر اليوم السبت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon