توقيت القاهرة المحلي 07:53:00 آخر تحديث
الأحد 19 كانون الثاني / يناير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

مَنْ عاد إلى نقطة الصفر؟

  مصر اليوم -

مَنْ عاد إلى نقطة الصفر

بقلم:بكر عويضة

وفق خبر ورد في عدد «الشرق الأوسط» الصادر الاثنين الماضي، يرى خالد مشعل، رئيس حركة «حماس» في الخارج، أن «طوفان الأقصى» أعاد إسرائيل إلى «نقطة الصفر». إذا كان لا بد من اعتماد المنهج الدقيق في تنسيب القول إلى من نطق به، وذلك هو الأصح، فإن نص التصريح كان التالي: «(طوفان الأقصى) أعاد الاحتلال إلى نقطة الصفر وهدد وجوده». أستسمح أبا الوليد العذر، آملاً في أن تتسع رحابة الصدر عنده لتقبل رأي مناقض تماماً لما يراه، ليس من قبيل المماحكة مع شخص الرجل، ولا لمجرد تدبيج الكلام، بل استناداً إلى واقع واضح، وهو انعكاس لما جرى ولا يزال يجري على الأرض رداً على السابع من أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، بدءاً من قطاع غزة، مروراً بالضفة الغربية لنهر الأردن، وكل أرض فلسطين التاريخية، وصولاً إلى الجنوب والبقاع في لبنان، وامتداداً إلى إيران واحتمال اندلاع حرب أوسع في كل إقليم الشرق الأوسط.

كيف، إذن، يمكن للسيد مشعل، وغيره ممن يتفقون مع رأيه الذي تفضل به خلال «الملتقى السابع لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة»، القول إن السابع من أكتوبر 2023 «أعاد الاحتلال إلى نقطة الصفر وهدد وجوده»، بينما همجية ذراع إسرائيل المتوحشة تعربد دون خوف من أي رادع، فإذا بالاحتلال يتمدد، والقتل يتوحش، والتهجير يتواصل؟ الأرجح أن ينحو الجواب منحى تهوين حجم الثمن المدفوع حتى الآن، عندما يقارَن بما تحقق من «مكاسب» للقضية الفلسطينية على صعيد عالمي. ربما يُضاف إلى ما سبق التذكيرُ بأن العيش لم يكن يُحتمل في قطاع غزة قبل «طوفان الأقصى»؛ بسبب ارتفاع نسبة البطالة، وانتشار سوء التغذية بين الأطفال نتيجة الحصار، فضلاً عن ازدياد حالات وظواهر انحلال اجتماعي عدة، مثل تعاطي الحشيش، وغيره من المخدرات. يُساق هذا كله - وهو في جانب منه صحيح - لأجل تبرير هول الدمار الذي حل بقطاع غزة تحديداً. الواقع أن «تبريراً» كهذا هو جوهر الخلاف مع القائلين به؛ قادة الأحزاب والحركات منهم، أو الأفراد.

بعد عام من الأهوال، من الأفضل لقادة «حماس»، وغيرها من التنظيمات والفصائل الفلسطينية، أن يكفوا عن تبرير اتخاذ قرار الإقدام على حدث بحجم «طوفان الأقصى»، مكتفين بما هو معروف من تبريرات تتردد منذ السنة الأولى للاحتلال، أي قبل سبعةٍ وخمسين عاماً. تُرى، هل كثير على قياديين يمتلك الواحد منهم شجاعة توقع الاغتيال في أي لحظة، الإقرار بوقوع خطأ في الحسابات التي سبقت تنفيذ هجوم السابع من أكتوبر 2023؟ كلا، الواجب ألا يصنَّف إقرار كهذا على أنه تصرف مُخجِل. تخطئ حكومات دول كبرى، ولا تجد حرجاً في الاعتراف للناس بخطأ الذي حدث، ثم التعهد بالإصلاح. إلى ذلك، يجب القول أيضاً إن التخلي عن نهج العناد في العمل السياسي، سواء من جانب «حماس»، وغيرها من الفصائل الفلسطينية، إجراء ضروري حتى تنصلح الحال الفلسطينية. الواقع، سيد مشعل، أن «طوفان الأقصى» أعاد أهل قطاع غزة، وغيرهم، إلى ما دون الصفر، وأتاح للاحتلال الإسرائيلي أن يعربد من القطاع إلى الضفة، فالبقاع والجنوب في لبنان، حتى وقت غير معلوم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَنْ عاد إلى نقطة الصفر مَنْ عاد إلى نقطة الصفر



GMT 04:34 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

شبابيكي

GMT 04:29 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

المنطقة وترمب

GMT 04:27 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

لبنان: إعادة الإعمار السياسيّ

GMT 04:24 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

كُلّ عَقْدٍ يُفتنون مرّة أو مرّتين!

GMT 04:22 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

«مرجل المنطقة» وانقلاب هرم المعرفة

GMT 04:20 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

حكومة لبنان الجديدة بين مخاطر المكابرة وفرص التوافق

GMT 04:17 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

غرينلاند... جزيرة في انتظار قرار

GMT 04:14 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

التقاليد الأكاديمية تهزم الحكومة البريطانية

GMT 00:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يكشف سبب غيابه عن السينما الفترة الماضية
  مصر اليوم - محمد سعد يكشف سبب غيابه عن السينما الفترة الماضية

GMT 14:03 2020 الجمعة ,21 شباط / فبراير

الفنان طارق لطفى يواصل تصوير فيلم "حفلة 9"

GMT 21:55 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تضاؤل فرص عُمر جابر في الانضمام لمعسكر منتخب مصر

GMT 17:21 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

زيدان يعيش نفس ظروف أنشيلوتي مع ريال مدريد

GMT 13:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

السيسي يكرّم 32 من أبطال مصر الرياضيين بمختلف الألعاب

GMT 06:06 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

فنان لبناني يهرب من شرطة المواد المخدّرة في دراجة مائية

GMT 05:26 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنان محمد محمود عبد العزيز ينضم إلي " كلبش2"

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

أسعار السمك في الأسواق المصرية الخميس

GMT 03:52 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

عقد قران ساندرا نشأت على رئيس نادي "وادي دجلة"

GMT 03:18 2013 السبت ,20 إبريل / نيسان

ريبيكا هول تكشف عن إثارتها في ثوب أسود

GMT 17:24 2016 الإثنين ,19 كانون الأول / ديسمبر

قناع لبان الدكر يقضي على البقع الداكنة بالبشرة

GMT 03:42 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

زوجان تركيان يفقدان ابنتهما في حادث انفجار قنبلة في أنقرة

GMT 16:31 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نهى عبدالكريم تكشف أسباب انسحابها من جلسة منتدى الشباب

GMT 14:39 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الفلفل الحار يساهم في تخفيف الوزن ودعم التمثيل الغذائي

GMT 06:12 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف قاعة أثرية تعود للعصر البرونزي في شمال غرب برلين

GMT 20:54 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد حاتم يكشف حقيقة خلافه مع أحمد فهمي بسبب هنا الزاهد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon