توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحالف يتصدى للتطرف

  مصر اليوم -

تحالف يتصدى للتطرف

بقلم:بكر عويضة

في السابع والعشرين من الشهر الماضي، أعلن الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير الخارجية السعودي، إطلاق تحالف دولي؛ لأجل تنفيذ «حل الدولتين». حسناً، ما دامت إحدى الدولتين تقوم فعلاً على أرض فلسطين التاريخية منذ الخامس عشر من مايو (أيار) عام 1948، يغدو من المفهوم أن الهدف هو قيام دولة فلسطينية تتمتع بتمام الاستقلال السياسي، وبإمكانات اقتصاد حيوي، يعتمد على ثروات أرضها، وسواعد وعقول أجيالها الشابة، ويستند إلى دعم أشقائها العرب، وأصدقائها على الصعيد العالمي. أولئك كثيرون، إنما يقف في مواجهتهم تيار تطرف يناهض قيام دولة فلسطينية على أرض فلسطين، ويتألف من غلاة التطرف «الصهيوديني»، وزعيمهم السياسي حالياً هو بنيامين نتنياهو، يليهم زعماء إيران، وليس كل شعبها، ومنفذو سياساتهم في لبنان والعراق وسوريا، ثم قيادات حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في فلسطين.

تُرى، لماذا يرفض هذا الجمع، المتناقض أساساً مع بعضه بعضاً، كل مشروع يوصل إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس؟ الأرجح أن الجانب الأساسي من الجواب، وليس كله كاملاً، هو أن قيامها سوف يضر بمصالحَ عدة يُجمِع أطرافُ هذا الجمع على الدفاعِ عنها، وفي مقدمتها الإبقاء على منهج التطرف فعالاً، بهدف التصدي لكل نهج سلمي مخالف. أقول ذلك استناداً إلى واقع واضح تمام الوضوح يثبت أن القوى الرافضة لأي مشروع سلام في المنطقة سوف تبذل، دائماً، كل الذي تستطيع لإفشال أي مبادرات تتعارض مع توجهاتها.

ليس غريباً، إذن، ولا مفاجئاً، أن محاولات إفشال المبادرات السلمية ترجع إلى زمن بعيد، يمكن القول إنه بدأ مع القبول العربي بقرار مجلس الأمن 242، الصادر بعد حرب 1967، والذي تضمّن الاعتراف بإسرائيل كدولة، وهو قبول قادته مذاك مصر، بكل زخم زعامة جمال عبد الناصر عربياً، وحضورها دولياً. ثم تواصل مسار الإفشال بقيام «جبهة الصمود والتصدي» بعد إقدام أنور السادات على صدمة كامب ديفيد عام 1978، ولم يختلف الأمر في التعامل مع مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز، المعتمَدة في قمة بيروت عام 2002 بوصفها الموقف العربي من قضية السلام مع إسرائيل.

يثبت ما تقدم أن تيار التطرف الرافض لكل تغيير على أرض الواقع، لن يتوقف عن محاولات التفجير كلما لاحت فرصة استقرار، فهل يستطيع تحالف «حل الدولتين»، الذي أُعلِن تحت سقف «علبة الكبريت» - كما يوصف مبنى الأمم المتحدة معمارياً - أن يوقف تيار التطرف ويحول دون إشعاله المزيد من الحروب؟ نعم، يستطيع، إنما بشرط توفر إمكانات ضغط تجبر إسرائيل أولاً، ثم غيرها، على الانصياع للقانون الدولي، والتوقف عن الاعتقاد بأنها القوة التي يمكنها أن تصفع الأضعف منها دون عقاب، وأن تضرب عرض الحائط بكل العروض التي تعطي شعبها نفسه فرصة الأمن والسلام. معروف أن ممارسة الضغوط على إسرائيل لن تنفع دون مماثل لها على الولايات المتحدة وبريطانيا. لذا، في انتظار ما ستسفر عنه انتخابات الرئاسة الأميركية مطلع الشهر المقبل، ربما من المفيد التأمل في كيفية ممارسة تحالف «حل الدولتين» لتلك الضغوط المشروعة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحالف يتصدى للتطرف تحالف يتصدى للتطرف



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon