توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هزيمة «المحافظين» ذاتية

  مصر اليوم -

هزيمة «المحافظين» ذاتية

بقلم:بكر عويضة

عندما تقرع أجراس هزيمة هي على الأرجح مؤكدة، سوف تلحق بحزب «المحافظين» بعد الساعات الأولى من بدء الانتخابات البرلمانية الأسبوع المقبل، وستكون مدوّية؛ كونها غير مسبوقة من حيث نسبة اكتساح حزب «العمال» المنافس دوائر انتخابية كانت في السابق حكراً على خصمه العنيد، من المرجح أن يدق ناقوس المحاسبة داخل مختلف مستويات الحزب البريطاني العتيد؛ للبحث عن جواب للسؤال بشأن أسباب هكذا هزيمة بعد أربعة عشر عاماً أمضاها «المحافظون» في مقاعد الحكم، بدأها لورد ديفيد كاميرون (وزير الخارجية حالياً) عام 2010.

إجابة السؤال، باختصار، تقول إن جلوس أحد الأحزاب على مقاعد الحكم طوال فترة طويلة كهذه، هو في حد ذاته سبب منفر لمعظم الناس بأي مجتمع ديمقراطي؛ الأمر الذي يدفع أغلبهم إلى طلب التغيير، حتى لو كان مغامرة غير مضمونة العواقب. ضمن هذا السياق، تنقل جريدة «صاري كوميت» عن جيمس أندرو كريغ، الذي سيقترع في دائرة ويمبلدون، ما خلاصته أن التغيير مطلوب للخلاص من «أسوأ حكومات المحافظين، وسلسلة الكوارث التي ورثتها الحكومة الحالية عن سابقاتها». في المقابل، هناك الناخب الذي يضع موقف الشخص نفسه جانباً، فيقدّم عليه ما يرى أنه في صالح البلاد؛ درءاً لخطر العواقب غير المُنتظرة لأي تغيير مفاجئ.

من أولئك كريس هاول، الذي يقول لي إنه لا يتفق مع أي من سياسات حزب «المحافظين»، لكنه لن يقترع لصالح حزب «العمال». لماذا يا كريس؟ يجيبني الشاب الخمسيني، بما خلاصته أن الحزب العمالي سوف يدمر بريطانيا، وقد يجرها إلى حرب مع روسيا. استنتاج غريب يدفعني إلى مزيد من الاستيضاح، فإذا بالرجل المنتمي إلى طبقة العمال، يفاجئني بتحليل مضمونه أن حزب «العمال» سيترك أوكرانيا تقاتل روسيا وحدها؛ مما سيشجع بوتين على التوسع في أوروبا، وستجد بريطانيا نفسها في حرب مباشرة ضده. مَن سينتخب كريس إذنْ؟ يجيب أنه سيضع صوته في صندوق مرشح حزب نايجل فاراج. توضيح كريس هذا يزيل الاستغراب. ذلك أن منهاج المشاغب نايجل فاراج، البارع في إثارة الضجيج، والفاشل في الحصول على أي نصيب ذي قيمة من الكعكة الانتخابية، ينجح فقط في خلط الأوراق، وفي سحب أصوات من صناديق مرشحي بقية الأحزاب، وخصوصاً حزبي «المحافظين» و«العمال». ذلك إجراء يُقدِم عليه بعض الناخبين بغرض إبداء امتعاضهم فحسب، ويعبر عنه المصطلح المعروف «TACTICAL VOTING»، أي الاقتراع التكتيكي.

إضافة إلى ما سبق، ثمة جانب يتفق بشأنه أغلب المراقبين، داخل بريطانيا وخارجها، وخلاصته أن هزيمة «المحافظين» المدوّية في انتخابات الأسبوع المقبل، هي من صنع قيادات الحزب ذاته، نتجت بفعل تراكمات الحروب الداخلية التي انفجرت داخل الحزب، منذ مسلسل تعاقب تيريزا ماي، ومن بعدها بوريس جونسون، ثم ليز تراس، ومن بعدهما ريشي سوناك. ألا يجيز هذا كله التساؤل؛ متى تبادر معظم قيادات الأحزاب العربية، إلى تعلم كيف تحاسب نفسها على أخطائها، كي تكف عن تكرارها عبر السنين؟ بلى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هزيمة «المحافظين» ذاتية هزيمة «المحافظين» ذاتية



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon