توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلسطين في لقاء العَلمين

  مصر اليوم -

فلسطين في لقاء العَلمين

بقلم - بكر عويضة

ثلاثة وثلاثون عاماً تمر اليوم على واحد من أسوأ أيام كوارث انقسام العرب في ما بينهم، على نحو يجلب الضرر عليهم قبل غيرهم. لن يغيب عن «كل لبيب بالإشارة يفهم»، أنني أشير إلى كارثة عام 1990. يومئذٍ، أفاق العرب أجمعون، والعالم ككل، على حدث غزو صدام حسين، الرئيس العراقي حينذاك، للكويت، وما تلا الكارثة من أحداث توالت تباعاً، كان بينها إعلان زعيم عربي يحتل أرض جاره العربي، ربط سحب جند العراق من الكويت، بانسحاب جيش إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة. أثار ذلك الربط، حينها، كثيرَ لغط، وأحدث المزيد من الانقسام بين العرب، وفي صفوف الفلسطينيين، ثم أثبت الواقع لاحقاً كم كانت فلسطين غائبة عن أولويات صدام حسين عندما قرر ضم الكويت، وتسميتها «المحافظة التاسعة عشرة». شيء مشابه حصل الأحد الماضي، عندما أثبتت حصيلة لقاء العَلمين في مصر، الذي ضم الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، كم بدت فلسطين ذاتها كما «الغائب الحاضر» في مداولات المجتمعين.

آمل ألا يُنظر إلى القول، على سبيل المجاز، إن فلسطين كانت بمثابة «الغائب الحاضر» في لقاء الساعات القليلة بالعلمين، من منظور التقليل من قيمة، أو شأن، أو وطنية، أحد. كلا؛ سبق لي أن كتبت هنا، في «الشرق الأوسط»، أكثر من مرة، أنني لستُ أتفق مع التيار الذي يبادر إلى تزكية النفس، والتشكيك في الآخر. نعم، حضرت فلسطين بحضور القادة الكرام، لكنها غابت بفشلهم في تحقيق هدف التقائهم فوراً، وبلا أي تأخير. إلى ذلك، فإن الإحباط المتكرر، مرة تليها مرات، بفعل تكرار خيبات الأمل في اللقاءات التي تجمع قيادات الفصائل الفلسطينية، يجيز للمرء، خصوصاً المنطلق من موقع مستقل، التعبير عن إحساس من الجائز الاعتقاد أنه يسود أوساط معظم الناس المحبطين بسبب استمرار الانقسام الفلسطيني، وتحديداً بين كل من حركة «فتح» وحركة «حماس». ثمة غضب مكظوم في صدور أغلب مواطني قطاع غزة، والضفة الغربية، ناتج عن انقسام مستمر منذ صيف عام 2007، وقد جرى التعبير عنه بشكل محدود في غير مناسبة خلال ما مضى من أعوام، لكنه لم ينفجر، حتى الآن، على نحو شامل، الأمر الذي يبيح التساؤل؛ تُرى هل أن قيادات الحركتين تأخذ في الاعتبار احتمال خروج قواعد الفصائل عن الالتزام بتعليمات قياداتها، والانضمام إلى جماهير الناس التي انطلقت في مسيرات مساء الأحد الماضي تهتف «الشعب يريد إنهاء الانقسام»؟

حقاً، كيف يمكن فهم أن ينتهي لقاء العلمين إلى مجرد «تشكيل لجنة» بغرض «استكمال الحوار»، والتوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام؟ لقد شُكلت لجان من قبل، وجرى أكثر من حوار خلال مفاوضات مضنية، وانتهى المتحاورون إلى توقيع اتفاق بعد آخر، منذ اتفاق مكة المكرمة الموقع يوم 2 فبراير (شباط) عام 2007، مباشرة بعد وقوع الانقسام البغيض. ما الداعي، إذن، إلى مزيد من الحوار حول إنهاء واقع يدعي جميع القادة أنهم يريدون بالفعل وضع حد نهائي له؟ في الآن نفسه، وفيما تتشكل لجان حوار في اجتماع العلمين، يقتتل مقاتلون يُفترض أنهم «رفاق في خندق المقاومة»، وأبناء قضية واحدة، في مخيم عين الحلوة بلبنان، فيُقتل عدد منهم، وتسيل دماؤهم هدراً. ألا يثير العجب والحيرة، بل الغضب، أن تتفق قيادات الفصائل الفلسطينية على مساندة صدام حسين في غزوه الكويت قبل ثلاثة وثلاثين عاماً، بينما تخفق، طوال ست عشرة سنة، في إنهاء الانقسام في ما بينها؟ بلى، ولقد آن وقت أن يستحضر قادة التنظيمات الفلسطينية مقولة «كفى تعني كفى»، فيطبقوها على كيفية تعاملهم مع جوانب قضية شعبهم، ويضعوا صالح الناس قبل مصالح فصائلهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين في لقاء العَلمين فلسطين في لقاء العَلمين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon