توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنها الحرب... بكل ويلاتها

  مصر اليوم -

إنها الحرب بكل ويلاتها

بقلم: بكر عويضة

ها هو المشهد يتكرر من جديد. يفشل سياسيون في تحكيم العقل، فتغيب حكمة التصرف ليحل الاندفاع مكانها، وتنفجر حرب سوف يدفع أثمانها الباهظة، في الأحوال كلها، مدنيون عُزّل لم يكن لأي منهم ومنهن أي دور في اتخاذ قرار بدء تلك الحرب. يحصل هذا منذ فجر الخميس الماضي على أراضي أوكرانيا، وليس واضحاً في الأفق، بشكل لا لبس فيه، إنْ كانت هناك مؤشرات يمكنها أن تعزز الأمل في وقف سريع لإطلاق النار، يمهد الطريق أمام إنهاء سلمي وعاجل لحرب لم يكن ضرورياً انفجارها في الأساس.

حقاً، هل كانت هناك ضرورة لأن يشهد العالم، من جديد، مأساة لاجئين جدد؟ كلا، بالتأكيد. وهل كان ضرورياً أن تحتل مشاهد البنايات المدمَّرة شاشات التلفزيون في مختلف أنحاء الكوكب، فضلاً عن احتلالها معظم مساحات مواقع الأخبار على الإنترنت؟ أيضاً، كلا بكل تأكيد. لكن، كما حصل من قبل، تتفاقم مشكلة بدأت بسيطة، وتتعطل لغة الحوار، فتُقفل أبواب التفاهم، ولا يعود ممكناً لقاء أطراف النزاع حول طاولة مفاوضات، فينتقل الصراع إلى فوهات المدافع، وقصف الطائرات.
نعم، حاول الروس والأوكرانيون التفاوض، لكنهم فشلوا. مَن المسؤول عن ذلك الفشل؟ لن تتفق كل الأطراف في الإجابة عن ذلك السؤال. سيحمّل البعض موسكو المسؤولية، وسوف يحيلها بعض آخر إلى الممسكين بزمام الأمور في العاصمة الأوكرانية كييف. وكما في كل الحروب، تبقى الحقيقة، سواء بشأن ما يجري على الأرض، أو فيما يتم في الخفاء، هي أولى الضحايا.
بيد أن ذلك كله لن يَحول دون استمرار ويلات الحرب ذاتها، بل سوف يزيد من تأثيرات انعكاساتها على بسطاء الناس غير المسؤولين أساساً عن انفجارها. الأرجح أن يعاني الروس كمواطنين كثيراً جراء سيل العقوبات الاقتصادية، التي تتخذها دول الغرب، والتي يرى خبراء اقتصاديون كثر أنها غير مسبوقة لجهة حجمها، وتعدد مجالاتها. ثم من الواضح أن بسطاء الأوكرانيين هم الذين سيواصلون تسديد الثمن الأفدح لهذه الحرب، سواء بسبب صمودهم في الدفاع عن مدنهم، أو نتيجة اضطرار كثيرين منهم للنزوح طلباً للنجاة بأطفالهم من الموت بين الأنقاض وتحت القصف.
لقد كان ممكناً تجنب كل تلك الويلات، لو أن كل الأطراف بذلت من الجهد أكثر مما فعلت. مثلاً، هل كان مستحيلاً أن تقدم دول حلف «الناتو» ضمانات أكثر تطميناً لموسكو بشأن حرصها على عدم تهديد أمن روسيا من خلال الوجود في أيٍّ من دول جوارها، كما أوكرانيا، التي تشكل حديقتها الخلفية؟ كلا، لم يكن ذلك مستحيلاً، لو توفرت النيات الراغبة فعلاً في هكذا تفاهم. في المقابل، أما كان بوسع أهل القرار الروسي إعطاء مزيد من الوقت للتفاهم السياسي قبل الاندفاع إلى المواجهة عسكرياً؟ بالتأكيد، ذلك أمر كان متاحاً. لكن أياً من الافتراضين لم يقع، لأن الإرادة لم تتوفر، كما يبدو، لدى الطرفين. السؤال الآن: إلى متى، وإلى أين، تمضي هذه الحرب الروسية - الأوكرانية بكل ويلاتها؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنها الحرب بكل ويلاتها إنها الحرب بكل ويلاتها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon