توقيت القاهرة المحلي 21:14:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مأساة النجمة... سندريلا العربية مِثالاً

  مصر اليوم -

مأساة النجمة سندريلا العربية مِثالاً

بقلم - بكر عويضة

يصادف اليوم مرور اثنين وعشرين عاماً على الرحيل المأسوي للنجمة سعاد حسني نهار الثلاثاء21 يونيو (حزيران) عام 2001. دخلت سندريلا السينما العربية بيوت الملايين في العالم العربي، وخارجه. أخذت مكانها في قلوب جمهورها من مختلف شرائح الأعمار عن جدارة واستحقاق، إذ جمعت الإعجاب بأدائها السينمائي الناجح، الذي أطلق اسمها كي يسطع في فضاء الفن السابع، إلى جانب الانبهار بما حباها الخالق من جمال الخَلقْ، وبهاء الطلة على الناس بابتسامة أطفال أبرياء من تقلبات الزمن. يومذاك، فوجئ الجميع بالخبر الحزين. وطفق الكل يبحث عن جواب للسؤال: لماذا؟

اختلفت وجهات النظر، وتباينت الادعاءات. لكن تقرير الشرطة البريطانية اعتبر أن سعاد حسني قضت انتحاراً بعد وقوعها من شرفة شقتها في برج «STUART» الشهير، بحي «MAIDA VALE» اللندني الفاخر. إنما، بين أهلها، وكذلك بعض الذين جمعتهم بها ظروف إقامتها في لندن، مَنْ يرفض التسليم بما انتهى إليه التحقيق الرسمي، ويرون أنه محاولة لإغلاق ملف شائك ومحرج، بشأن نهايتها المأسوية. من الادعاءات غير المستندة إلى إثباتات، ادعاء يزعم أن سعاد حسني واجهت مضايقات كثيرة قبل هجرتها إلى بريطانيا، خصوصاً من جانب جهات رسمية، تحديداً أثناء علاقة الحب التي جمعتها بالفنان الكبير عبد الحليم حافظ، والتي كانت خاتمتها سيئة الحظ تماماً، كما ورد في أكثر من كتاب تناول جوانب مختلفة من حياة النجمين غير العاديين.

إقحام الفنانين والفنانات في أدغال غابات السياسة والسياسيين، ليس جديداً، وليس مقتصراً على مجتمع من دون آخر، وقد يمضي على نحو طبيعي، فلا يتسبب بأي مشكلات. أما الجانب البالغ السوء، فهو في استغلال ذلك الإقحام في الخصومات، أو الملاحقات، إلى درجة توظيفه سلاحَ ابتزاز، بقصد إرغام فنان، أو فنانة، على إبلاغ جهات محددة عما يلفت نظره، أو نظرها، خلال دردشات مع أصدقاء، أو صديقات. بمعنى أوضح، سيؤدي هكذا استغلال إلى أن يتجاوز المعني وضعه الفني، فيقبل مبدأ التجسس على غيره من الناس. ذلك ظرف ذاتي صعب، بالتأكيد. فحتى في حال اضطر طرف ما للقبول به، فالأرجح أن يظل أسير تلبية مطالب الطرف الآخر، التي قد يستحيل إيجاد سقف محدد لها، ناهيك عن المعاناة الذاتية في التعامل مع الإحساس بالذنب تجاه الآخرين. تُرى، هل وجدت سعاد، كريمة الخطاط محمد كمال حسني البابا، السوري الأصل، نفسها في مواجهة حالة كهذه، لكنها قاومت كل ضغوط استدراجها، فدفعت الثمن؟ سؤال لم يزل هائماً في فضاء المجهول.

بيد أن سعاد حسني لم تكن الأولى، ولا الأخيرة، بين مشاهير نجمات الغناء والتمثيل، اللواتي عشن حياة لم تكن عادية، بكل المقاييس، مقارنة بأغلب الناس العاديين، بدءاً من سنوات طفولتهن، ثم صباهن، وبواكير شبابهن، وصولاً إلى سطوع نجوميتهن في الفضاء العالمي ككل، وانتهاءً بالرحيل المأسوي لكل منهن. هناك، مثلاً، الأسطورة ماريا كالاس، التي ملأت دنيا زمانها، وشغلت مجايليها في كل أنحاء المعمورة، والتي قيل إنها الأجمل صورةً وصوتاً في غناء الأوبرا. ومثلها أيضاً مارلين مونرو، التي قيل إنها لم تتورع عن مهاتفة جاكلين كيندي تعلمها أن تستعد لاستقبالها زوجةً لزوجها الرئيس جون كيندي. شاءت الأقدار أن تجمع «التراجيديا» اليونانية ماريا كالاس مع جاكلين كيندي. فالأولى أميركية من أصل يوناني، وسبقت الثانية في الوقوع في غرام الملياردير أرسطو أوناسيس؛ الأغنى من كل تعريف. لم تسعد ماريا كالاس بطفولة كغيرها من الأطفال. رُوي عنها التالي: «لقد أُجبرتُ على الغناء عندما كنت في الخامسة، وقد كرهتُ ذلك»، وعن العلاقة مع أمها: «كانت أختي نحيفة وجميلة، وكانت أمي تفضلها دائماً. وكنت أنا السمينة القبيحة وغير المحبوبة».

نعم، نهاية ماريا كالاس المأسوية في باريس (16 - 9 - 1977) عن 53 عاماً - كما عمر سعاد حسني عند وفاتها - ليست غامضة كما حالة مارلين مونرو. لكن يبقى أن مجرد اضطرارها للانتحار يقول الشيء الكثير عن مآسٍ عانتها نجمات بدا للناس أن ما من شيء ينقصهن للتمتع بالقدر الأعظم من السعادة. آخر الراحلات، ضمن سياق معاناة مشاهير النجمات، المغنية تينا تيرنر، التي رحلت يوم الرابع والعشرين من مايو (أيار) الماضي. تينا أيضاً عانت كثيراً مع زوجها السابق، أريك تيرنر، قبل الحصول على حريتها بالطلاق. الواقع يؤكد أن العنف المنزلي موضوع مأسوي آخر، لا يُفرّق بين بيوت البسطاء، ومنازل مشاهير العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة النجمة سندريلا العربية مِثالاً مأساة النجمة سندريلا العربية مِثالاً



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon