توقيت القاهرة المحلي 08:18:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل انتصر بوتين؟

  مصر اليوم -

هل انتصر بوتين

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

توقيع الرئيس فلاديمير بوتين على ضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون الأوكرانية، لروسيا، بعد إجراء استفتاءات في تلك المناطق، وسط رفض دولي، يطرح سؤالاً مهماً: هل انتصر بوتين؟ وهل هو يحقق أي انتصارات أصلاً؟
للإجابة عن السؤال، فإن الأرجح أن الرئيس بوتين يريد ترويج فكرة النصر، وتحديداً في الداخل. وضم أكثر من 15 في المائة من أوكرانيا، بعد سبعة أشهر من الحرب، لا يمكن وصفه بالانتصار؛ لأن سير الأحداث هناك محرج للروس.
أيضاً، فإن ضم المناطق الأوكرانية، وهو الأعلى، بعد الحرب العالمية الثانية، في أوروبا، قوبل برفض دولي، بل إن السفير الصيني لدى الأمم المتّحدة، صرح بأنه «ينبغي احترام سيادة كل الدول، وسلامة أراضيها». كما أعلنت تركيا رفضها للضم، معتبِرةً أنه «انتهاك خطير» للقانون الدولي.
وليس من السهل تجاوز قضم 15 في المائة من دولة أوروبية، وفي حرب كهذه، ومن ثم فما هو تفسير هذا الاحتفال الروسي بضم أربع مناطق أوكرانية، خصوصاً أن الرئيس بوتين ينفي رغبته في استعادة الاتحاد السوفياتي، مع تعهده بالدفاع عن «الأرض والقيم» الروسية؟الحقيقة ان الأمور على الأرض بأوكرانيا لا تسير في مصلحة الروس تماماً، وحتى كتابة هذا المقال، فإن القوات الأوكرانية تدخل بلدة ليمان شرق البلاد، وهي مدينة بمقاطعة دونيتسك التي ضمتها روسيا، وتعتبر معقلاً شديد الأهمية لموسكو، وسقوطها يشكل ضربة للروس.
ومن ثم، فإنه يتضح من إعلان الضم هذا، أنه يُراد منه إعلان انتصارات في الداخل الروسي، تغطي بأخبارها على الخسائر العسكرية الروسية في أوكرانيا، كما هو محاولة لتعزيز موقف روسيا التفاوضي عند انتهاء الحرب.
ويتم كل ذلك وسط ترقب لحلول فصل الشتاء، ليعرف الروس مدى صبر أوروبا وتحملها على شتاء قارس من دون الغاز الروسي؛ حيث تأمل موسكو أن يؤدي الشتاء القارس إلى تصدعات في موقف الاتحاد الأوروبي، بل وانشقاقات سياسية.
ويأمل الأوروبيون أن يتمكنوا من التغلب على الشتاء القادم، وبدون الغاز الروسي. وما سمعته من مصادر أوروبية في نيويورك قبل أيام، يشير إلى تصميم أوروبي على تحمل مشاق الشتاء؛ لأن الهدف الأساس الآن هو عدم انتصار بوتين، والتخلص من الاعتماد على الطاقة الروسية.
وعليه، فإن كل الأطراف في حاجة لشراء وقت، وكذلك الإدارة الأميركية التي تنتظر نتائج الانتخابات التشريعية القادمة لتعرف مدى مرونتها بالتحرك؛ فالجميع بحاجة لشراء وقت لتعزيز نقاط قوتهم، والتغلب على نقاط ضعفهم، ومثلهم الرئيس الروسي.
ولذا، فمن المبكر الحديث عن نصر وهزيمة، وكما كتبت هنا سابقاً، فإنه من الصعب تعريف النصر والهزيمة بأوكرانيا. وأمام الروس كثير من الملفات المعقدة، وأصعبها على الإطلاق، وأياً كانت نتائج الحرب، هو كيفية التخلص من أكثر من خمسة عشر ألف عقوبة دولية.
خلاصة القول، هي أن الروس في حفرة، ويواصلون الحفر، والمَثل يقول: إذا وقعت في حفرة، فعليك التوقف عن الحفر فوراً. ولذا، ما زال الطريق طويلاً للحديث عن نتائج محسومة لكل الأطراف في أوكرانيا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل انتصر بوتين هل انتصر بوتين



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon