توقيت القاهرة المحلي 08:18:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العراق... لعبة الأخطاء

  مصر اليوم -

العراق لعبة الأخطاء

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

ما يحدث في العراق، وحتى كتابة المقال، يقول لنا إننا أمام لعبة الأخطاء الخطرة. بمعنى أن العراقَ منفتحٌ على كل الاحتمالات، وليس بينها احتمال جيد لنزع فتيل الصراع الخطر هناك. اليوم استخدمت كل الأوراق بالعراق، من صراع المرجعيات، إلى الصراع في الشارع، وبتدخل إيراني واضح، وسافر، يقابله «سذاجة» أميركية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكل ذلك من أجل فرض السيطرة الكاملة على العراق من قبل إيران، وأعوانها. البيت الأبيض، مثلاً، يعبر عن قلقه إزاء ما يحدث بالعراق قائلاً: «الآن هو وقت الحوار، لا المواجهة». وهذا التصريح لا يختلف عن الذي يقول بـ«ضرورة الحل السلمي والتوافق»، وكلاهما يعني إلغاء نتائج الانتخابات ومنح الخاسر فرصة الحكم.

وهذا الأمر هو الحاصل تماماً في لبنان، فلا يهم من يفوز بالانتخابات أو يخسر، لأن «حزب الله» الإيراني هو من يقرر مصيرَ المسار السياسي، ومَن يحكم ومَن لا يحكم، وهذه ليست ديمقراطية، بل مسرحية هزلية. اليوم في العراق رفضٌ شعبي حقيقي لإيران وجماعاتها، وهذا الرفض من قبل الشيعة الذين قدموا تضحيات كبيرة من أجل استقلالية العراق، وتخليصه من النفوذ الإيراني، والفساد السياسي. وهذا الرفض الشعبي ليس نتاجَ أشهر، أو سنة، بل سنوات، ودماء، وهو رفض سياسي، ووطني، وسمه ما شئت، ولذلك فإن ما يحدث في العراق الآن يقول لنا لا توجد حلول وسط.

انتفاض العراق، واستقلاله عن النفوذ الإيراني، لا يعنيان انتصاراً للدولة العراقية وحسب، بل يعنيان هزيمة لإيران، وهزيمة لمشروعها التخريبي بالمنطقة ككل، وخطر على الداخل الإيراني نفسه. لذلك فلا توجد حلول وسط بالعراق الآن، حيث يبدو أننا إزاء معركة تكسير عظم، معركة يعي العراقيون الوطنيون أن شعارها الحقيقي هو «نكون أو لا نكون» وهذا أمر طبيعي لدولة بحجم العراق كانت، ولا تزال، تتدحرج من السيئ إلى الأسوأ.

اليوم العيون في العراق على الميليشيات الإيرانية، والقوى السياسية، وعلى النخب، وحتى الفاسد منها، وكذلك على المرجعيات، والمهم، والأهم، أن العيون الآن على المؤسسات الأمنية والعسكرية. وعليه فنحن أمام لعبة الأخطاء، لأن لكل طرف حساباته، ومن يرتكب خطأً غير محسوب العواقب سيدخل العراق بتحولات غير محسوبة، وقد تودي بالنظام السياسي هناك كاملاً، والقصة الآن ليست قصة حياد، أو اتخاذ موقف. القصة أكبر. القصة اليوم هي ضرورة قراءة ما يحدث هناك بشكل جاد، وبعقل بارد، مع انفتاح على جميع القوى الوطنية في العراق، لأننا أمام مفترق طرق خطر أعتقد أن العراق تجاوز فيه مرحلة الحوار، على عكس كل ما يقال. وهذه ليست صورة قاتمة، وإنما تحليل بدم بارد لما يحدث، وخصوصاً أننا أمام «صراع» شيعي - شيعي على الحكم، ووسط رفض شيعي للتدخل الإيراني، وجماعات إيران. وهذا ليس لغزاً، بل إن القصة باختصار هي معركة استقلال العراق، واستعادة هيبة الدولة فيه. هي ليست معركة في العراق، بل هي معركة على العراق. وقد تفتح أبواب الجحيم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراق لعبة الأخطاء العراق لعبة الأخطاء



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon