توقيت القاهرة المحلي 08:26:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يفعلها الأوروبيون؟

  مصر اليوم -

هل يفعلها الأوروبيون

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين المقبل، عملية نقل طائرات مسيّرة إيرانية إلى روسيا، واستخدامها في أوكرانيا، وقد يتوصلون إلى اتفاق سياسي بشأن عقوبات مستقبلية تتعلق بالأمر، وذلك بحسب وكالة «رويترز».
والغريب هو تأخر الأوروبيين، وقبلهم الأميركيون، في التعاطي مع هذا الأمر، رغم الحديث الأوكراني المستمر عن استخدام روسيا لطائرات مسيّرة إيرانية الصنع من طراز «شاهد - 136»، وليس قبل فترة فقط، بل وحتى قبل يومين.
قبل أمس، نشر أحد المواقع المحسوبة على الأوكرانيين أن هناك مدربين إيرانيين موجودين في منطقة «خيرسون»، وشبه جزيرة القرم، وذلك لإطلاق طائرات من دون طيار من طراز «شاهد - 136 كاميكازي».
ونقول الغريب لأن الاتحاد الأوروبي، وقبله الولايات المتحدة، كانا حريصين على مناقشة الملف النووي الإيراني أكثر من مساءلة إيران عن تمددها، وجرائمها، ليس في منطقتنا وحسب، بل أيضاً في أوروبا.
الإدارة الأميركية، مثلاً، أشغلت الجميع بالحديث عن تخفيضات إنتاج «أوبك»، بينما تتجاهل التقارير الأوكرانية التي تتحدث عن توثيق لاستهداف الطائرات الإيرانية المسيّرة لأراضيها، وهي نفس الطائرات التي تستخدمها إيران بمنطقتنا في عملياتها الإرهابية.
وهي أيضاً نفس الطائرات المسيّرة التي تستخدمها الميليشيات الإرهابية المحسوبة على إيران، سواء الحوثيون، أو «حزب الله»، و«الحشد الشعبي»، و«عصائب أهل الحق»، ضد الأراضي السعودية، والإماراتية، وكذلك في العراق، وأكثر.
وعليه، فنحن أمام تناقضات صارخة، بل نفاق أميركي غربي؛ فمن ناحية تجاهلت الولايات المتحدة، وأوروبا، كل دعوات المنطقة للوقوف بحزم أمام الطائرات المسيّرة الإيرانية، خصوصاً لحظة الاندفاع الأميركي الغربي لمفاوضة إيران.
وبعد تجاهل طويل للمطالبات الأوكرانية بضرورة التدخل على خلفية الطائرات المسيرة الإيرانية الآن يقرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي التدخل والنظر في هذا السلوك الإيراني الإرهابي، مع التلويح بعقوبات في هذا الشأن.
والمهم، بل الأهم، أن تكون هذه العقوبات ليست حصراً بالأزمة الأوكرانية، بل يجب أن تكون عقوبات موسعة ضد النظام الإيراني، وحقيقية وذات معنى، وليست عقوبات شكلية، عند استخدام المسيّرات الإيرانية في منطقتنا.
وسبق للأوروبيين أن استمعوا لوجهة نظرنا حيال ذلك، وبكل وضوح، وآخرها كان في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث قيل لهم صراحة، الآن تهتمون بالمسيّرات الإيرانية المعطاة لروسيا ونحن كنا نحاول لسنوات إقناعكم بخطرها علينا... هل أوروبا أهم من باقي الدول؟!
وكما يقول المثل، أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي على الإطلاق، ولذا من المهم تضمين أي قرار بالعقوبات من قبل أوروبا على الطائرات المسيّرة الإيرانية بأوكرانيا قراراً مماثلاً على استخدام تلك المسيّرات بمنطقتنا، سواء من قبل طهران أو جماعاتها.
ويجب أن تكون تلك العقوبات ضمن حزمة عقوبات أميركية - غربية، مع عدم التهاون برفع أي عقوبات عن إيران تضمن تزويد النظام بالأموال، ولكيلا يتكرر خطأ إدارة أوباما التي سمحت لطهران باستخدام مليارات الدولارات لتمويل جماعاتها الإرهابية، وتطوير أدواتها التخريبية؛ إذ لا يمكن أن يكون التعامل مع إيران بمسارات مختلفة، ومنفصلة، بل بمسار واضح يراعي كل وسائل التخريب الإيرانية، من الصواريخ والمسيّرات، وحتى دعم الميليشيات، وليس مفاوضات حول البرنامج النووي فقط، التي ثبت فشلها بالأمس واليوم. فهل يفعلها الأوروبيون؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يفعلها الأوروبيون هل يفعلها الأوروبيون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon