توقيت القاهرة المحلي 21:02:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعودية الطريق الثالث

  مصر اليوم -

السعودية الطريق الثالث

بقلم - طارق الحميد

نجاح مساعي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في المبادرة الإنسانية التي أسفرت عن إطلاق أسرى خمس دول في إطار عملية تبادل محتجزين بين روسيا وأوكرانيا، تعني أن هناك طريقاً ثالثاً للحرب في أوكرانيا.
مساعي ولي العهد التي تكللت بإطلاق 10 أسرى من مواطني المغرب والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد وكرواتيا، هي مساعٍ إنسانية دون شك، لكنها رسالة واضحة بأن الدبلوماسية والعقلانية قد تسهمان في الخروج من هذا الصراع المدمر.
المبادرة التي قادها ولي العهد بعثت برسالة مفادها أن السعودية قد تكون الطريق الثالث للخروج من هذه الأزمة، أو تقليل مضارها، بدلاً من الارتهان الواهم لفكرة الانتصار أو الهزيمة، وهما صعبا التعريف في هذه الأزمة.
الإشادة الدولية بالسعودية، وجهود ولي العهد، ومن الرئيسين الأوكراني والروسي، تعني أن السعودية دولة تحظى بالثقة، وبالإمكان أن تقود جهوداً دولية لتقديم الوساطة لتوفير مخرج عقلاني لهذه الأزمة.
ولا تقوم السعودية، أو ولي عهدها، بذلك للبحث عن دور، أو دعاية، بل لأن من مصلحة الجميع أن تتوقف هذه الحرب المدمرة على الأوكرانيين، والتي لم تؤثر في أوروبا فقط، بل في كل العالم، ومن الغذاء وحتى الطاقة.
والسعودية، وقيادتها، معنية بكل ما فيه الاستقرار، والتنمية، وهذا نهج سعودي أصيل، وهنا قصة قديمة تدل على رسوخ المنهج. في مايو (أيار) 2010، زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز النرويج، وكان وقتها أميراً للرياض.
في تلك الزيارة، تساءل وزير الخارجية النرويجي عن دور السعودية في أفغانستان، وأهمية أن يكون لها دور، فقال الملك سلمان: «اسمح لي أن أقول وبلا غرور إن المملكة العربية السعودية لا تبحث عن دور، وإنما الدور هو من يسعى وراء المملكة».
ومؤخراً سألت مسؤولاً سعودياً عن السياسة السعودية الخارجية، وما مرتكزاتها، فقال لي دون تردد، إن «السياسة السعودية الخارجية معنية بالتنمية... التنمية... التنمية». وهذا الأمر واضح، ومنذ اتفاق العلا، وما تلاه، من جولات خليجية، وعربية، وإقليمية.
والأمر واضح منذ قيادة السعودية لقمة العشرين، وحتى قمة جدة الخليجية العربية - الأميركية، والآن مع المبادرة الإنسانية التي حققها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بإطلاق سراح المحتجزين من خمس دول.
ملخص القول أن مساعي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فتحت نافذة أمل للوساطة، والعقلانية، في إنهاء الأزمة بأوكرانيا، ومنحت شعوراً بأن الوساطة الفاعلة قد تحدث تغييراً بالأزمة.
ومعلوم أن الأزمة في أوكرانيا معقدة جداً، والقضية ليست قضية وساطة مبسطة، أو سهلة، لإنهائها، لكن المقصود أن ولي العهد السعودي أثبت أن هناك طريقاً ثالثاً للأزمة، وقد يقود إلى حلول، أو حتى تخفيف التصعيد، وتجنب ما قد يكون كارثياً.
وعليه، فإن ما حققته السعودية بهذه المبادرة، وعبر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يبعث للجميع برسالة مفادها أن الدبلوماسية ما زالت أفضل الجهود، وقد تقود لأفضل الحلول، بدلاً من هذه الحرب المدمرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية الطريق الثالث السعودية الطريق الثالث



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon