توقيت القاهرة المحلي 01:51:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم في جنون

  مصر اليوم -

العالم في جنون

بقلم - طارق الحميد

المتمعن في الأخبار لا يملك إلا أن يقول إن العالم يعيش لحظة جنون. من أين نبدأ؟ حسناً، من أساس الأزمة في أوكرانيا التي كان يمكن تجنبها، وكما أقول دائماً، باجتماع «زوم» وليس جولات مكوكية.
واستمرار الحرب هكذا بلا جهود حقيقية للوساطة، مع استمرار موجة العقوبات غير المسبوقة، مقابل حرب لا تقف، يعد جنوناً أيضاً، خصوصا أن الجميع متضرر. وأبسط مثال قول الأوروبيين إن الروس يبتزونهم في الطاقة.
ولا يملك المراقب إلا التعجب، فما الذي تتوقعه أوروبا، ومن خلفها الولايات المتحدة؟ والعقوبات نفسها على الروس الأفراد تعد جنوناً أيضاً، إذ تمت من دون تقديم أدلة، ومحاكمات، حيث صودرت الأملاك الشخصية بجرة قلم في دول طالما قيل إنها دول مؤسسات وقوانين.
وتفاصيل الأزمة الأوكرانية كثيرة، وآخرها أزمة الغذاء التي يوشك أن يواجهها العالم، هذا فضلا عن أزمة الطاقة المقبلة التي ستواجه أوروبا مع دخول فصل الشتاء، علماً أن البعض بدأ يلجأ إلى الفحم، وفي لحظة الحديث المتزايد عن أخطار التغير المناخي.
وهناك أزمة توزيع الأسلحة في أوكرانيا بهذا الشكل، والتي ستقود إلى خطر حقيقي حال وقوف الحرب بأوكرانيا، وهي أزمة ستعاني منها دول عدة، وليس أوروبا وحدها.
والجنون الأكثر هو عندما تجد الدولة العظمى مشغولة بسلام بقبضة يد، وليس مصافحة، إعلاماً وساسة، ودون حديث عن القضايا الجادة، وفوق هذا وذاك يتحدثون عن قيم حقوق الإنسان التي يختلفون فيها في مجتمعهم... وسط جنون يساري.
جنون، مثلاً، عندما ترى دولة عظمى مثل الولايات المتحدة التي تحاضر العالم حول الديمقراطية، بينما لا يستطيع وزير خارجيتها الأسبق، والأكثر شهرة، هنري كيسنجر، قول رأي مخالف حول الحرب في أوكرانيا.
واضطرت مجلة رصينة، مثل «الإيكونوميست»، لتخصيص غلافها مؤخراً لتحذر الديمقراطيين تحديداً من عبث اليسار وخطرهم على الحزب، والديمقراطية. وقالت المجلة إنها عادة لا تسدي النصائح للسياسيين.
وكذلك جنون ما تشهده بريطانيا حيث الصراع على منصب رئيس الوزراء بينما هي تعاني من تداعيات «كورونا» على الاقتصاد، وقبلها الخروج من الاتحاد الأوروبي، والآن تداعيات الحرب في أوكرانيا.
وبالنسبة لمنطقتنا فإن الجنون هنا حالة تدرس، حيث تُختطف دولة، مثل لبنان، من قبل ميليشيا ينظر لها البعض في المجتمع الدولي كمكون لبناني، والميليشيا نفسها تعلن وتعترف أنها إيرانية المرجع، والتمويل. والأمر نفسه ينطبق على «حماس».
وجنون ما يحدث في العراق، حيث تختطف الدولة، والانتخابات، ويخرج رجل مهدداً الجميع، وحتى طائفته، وكل ذلك بدعم من إيران التي يعتبر جنونها حالة خاصة، ويدرّس كدراسات عليا بالجنون.
وهذه ليست مبالغة، فإيران، مثلاً، التي تدعي القوة والمقاومة، تقوم إسرائيل باختطاف كبار قادتها في «الحرس الثوري»، وتحقق معهم داخل إيران نفسها، وبالصوت والصورة، وبعد الاختطاف والتحقيق تعيدهم إسرائيل إلى منازلهم. فهل هناك جنون أكثر من هذا؟
هذا التوصيف المختصر ليس لبث السوداوية، لكن للقول إننا في مرحلة خطرة لا يعلم عواقبها إلا الله، وتتطلب منا الوقوف مع دولنا العقلانية، دول الاعتدال العربي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم في جنون العالم في جنون



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon