توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران... يوم العقوبات الناقصة

  مصر اليوم -

إيران يوم العقوبات الناقصة

بقلم :طارق الحميد

شهد يوم الاثنين الماضي جملة من العقوبات الأميركية، والبريطانية، والأوروبية على إيران، وتنوَّعت بين عقوبات على أفراد وكيانات، ومنها فرض عقوبات على نائب القائد العام للحرس الثوري، وكذلك ميليشيا «الباسيج»، ونائب قائدها.
ورغم كل ذلك كان هناك تصريح لافت لمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، والذي قال إن التكتل لا يمكنه إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الكيانات الإرهابية، إلا بعد صدور قرار من محكمة في الاتحاد الأوروبي يفيد بذلك.
وقال بوريل: «هذا الأمر لا يمكن أن يصدر به قرار دون محكمة.. قرار من المحكمة أولاً.. لا يمكنك أن تقول أنا أعتبرك إرهابياً لأنك لا تعجبني»، ومضيفاً أنه ينبغي على محكمة بدولة عضو بالاتحاد أن تصدر إدانة قانونية ملموسة أولاً.
وهنا عدة أسئلة؛ أولها قانوني، وهذا ليس اختصاصي، ولكنه للنقاش، والسؤال هو: هل صدرت كل هذه العقوبات الأخيرة، الأميركية والبريطانية والأوروبية، على الأفراد والكيانات الإيرانية بقرار محكمة؟
هل كل جرائم الحرس الثوري الإيراني في إيران نفسها، ومنطقة الشرق الأوسط، هذا عدا عن الولايات المتحدة وأوروبا، وغيرها من دول العالم، بحاجة إلى قرار محكمة؟ إذاً لماذا لم تبادر واحدة من تلك الدول بالتصرف من قبل؟
ولماذا لم تبادر الآن، أو قبل أشهر، وجرائم الحرس الثوري طالت حتى أوكرانيا، وذلك من خلال تزويد الروس بالطائرات المسيرة التي استهدفت، وتستهدف، الأوكرانيين؟ خصوصاً أن الاتحاد الأوروبي يدعم أوكرانيا في هذه الحرب.
أو أن السيد بوريل لا يعتبر أوكرانيا دولة أوروبية، بمعنى أنها لا تنتمي للاتحاد، وبالتالي فإن تلك قضية مختلفة، والسؤال هنا هو: على ماذا اعتمد الاتحاد الأوروبي، قانونياً، في فرض كل تلك العقوبات على روسيا بعد الحرب بأوكرانيا؟
هذا ليس جدلاً من أجل الجدل، ولكنها تساؤلات للقول بأن الاتحاد الأوروبي لم يتحرك بحسم، وحتى الآن، ضد الجرائم الإرهابية لنظام الملالي، سواء بإيران نفسها، أو بأي مكان، وليس اليوم أو بالأمس، والأدلة كثيرة.
يكفي الإشارة هنا إلى ما يفعله الحرس الثوري في العراق، واليمن، ولبنان، وسوريا، وكذلك في أوكرانيا، وفوق هذا وذاك ما يفعله في إيران نفسها، وبحق الشعوب الإيرانية التي تطالب بالكرامة ووقف الإعدامات الصورية بحق الإيرانيين. وجرائم الملالي والحرس الثوري، سواء بحق الإيرانيين، أو الدول، أو القوانين الدولية، لا تحتاج إلى دليل.
وفي حال أن قرار إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الكيانات الإرهابية يتطلب قرار محكمة، كما يقول السيد بوريل، فإن السؤال هنا هو: مسؤولية من الذهاب إلى المحكمة؟ هل هي مسؤولية أفراد أم مؤسسات؟
الحقيقة التي نعرفها بمنطقتنا هي أن نظام الملالي لا يفهم إلا لغة القوة، ولا يستوعب إلا الأفعال، وليس الأقوال، وكل ما يصدر عن الغرب إلى الآن لا يرقى إلى الدرجة التي تُشعر النظام الإيراني بالخطر، بل إنها تمنحه أملاً بأن باب التفاوض لا يزال مفتوحاً.
ولذلك، فإن كل العقوبات المفروضة على ملالي طهران إلى الآن ناقصة وغير فعالة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران يوم العقوبات الناقصة إيران يوم العقوبات الناقصة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon