توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران والهلوسة السياسية

  مصر اليوم -

إيران والهلوسة السياسية

بقلم - طارق الحميد

بينما تضرب إسرائيل في غزة مستهدفة «الجهاد الإسلامي» بالاعتقالات والاغتيالات، خرج قائد «فيلق القدس» الإيراني العميد إسماعيل قآاني، بتصريحات تبشر بأن «حزب الله» قادر، وبالتوقيت المناسب، على إزالة إسرائيل من الخريطة.
وقال قاآني، مساء الجمعة، بمدينة ساري شمال إيران، إن «مستوى الأمن في الكيان الصهيوني آخذ في الانحسار، وأبناء (حزب الله) يخططون لتوجيه الضربة الأخيرة للكيان الصهيوني في الوقت المناسب»، مضيفاً: «إن أبناء (حزب الله) بقضائهم على هذا الكيان المزيف سيحققون أمل الإمام الخميني بمحو إسرائيل من الخريطة، والكرة الأرضية». كما أكد دعم إيران لـ«حزب الله».
والسؤال هنا لقائد «فيلق القدس»، وكل أعضاء المقاومة والممانعة الكاذبة، هو متى هذا «الوقت المناسب» لإزالة إسرائيل من «الخريطة والكرة الأرضية»؟ هل هو قبل أن ترسم الحدود اللبنانية الإسرائيلية البحرية، أم بعدها؟
حيث يقول قائد «فيلق القدس» ما يقوله، وبالوقت الذي يقول فيه وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، عبد الله بوحبيب، إن مفاوضات ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل دخلت مراحل متقدمة.
ويقول بوحبيب، بتصريح لصحيفة «الجمهورية» اللبنانية، إن «المفاوضات قطعت أشواطاً بعيدة، ودخلنا في كثير من المراحل المتقدمة، وصولاً إلى المراحل التقنية التي هي من مهمة أعضاء من فريق الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، واللبنانيين من الاختصاص نفسه».
وبالتالي فإن السؤال الملح هو متى هذا «الوقت المناسب» لإزالة إسرائيل من «الخريطة والكرة الأرضية»، حسب ما وعد به قائد «فيلق القدس»؟ لماذا ليس الآن، ورداً على استهداف إسرائيل لغزة، وتحديداً حركة «الجهاد الإسلامي»؟
والأدهى أن التلفزيون الإيراني نقل، أمس السبت، عن قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، قوله إن «الإسرائيليين سيدفعون مرة أخرى ثمناً باهظاً جراء جرائمهم الأخيرة»، وذلك خلال اجتماعه مع زياد النخالة الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» الموجود بإيران!
وعليه، فإن أقل ما يمكن أن يقال عن هذه التصريحات الإيرانية الأخيرة المتعلقة بإسرائيل إنها هلوسة سياسية، وبيع وهم لأتباع قرروا ألا يعملوا العقل، ولا يقيموا التجارب من حيث الأفعال لا الأقوال.
حرب غزة ليست الأولى، ولا الأخيرة، لكنها تثبت كل مرة أن إيران تستغل غزة، كما تستغل لبنان، وذلك لتعزيز أوراق إيران التفاوضية مع الغرب. وكلنا يعرف أن إيران لم تطلق رصاصة على إسرائيل، ولن تطلق، لا دفاعاً عن غزة ولا لبنان.
والتاريخ شاهد أنه عندما اندلعت حرب لبنان 2006، خرج حسن نصرالله على التلفاز مستجدياً بأن على من يحب لبنان إيقاف هذه الحرب. ولبنان اليوم لا يعاني من حرب بقدر ما أنه يعاني من احتلال إيراني عبر «حزب الله» مما بات يهدد بانهيار الدولة ككل.
ولذا فنحن أمام هلوسة سياسية إيرانية لم تجن منها المنطقة إلا الخراب والدمار، وعلى مدى أربعة عقود، سواء في غزة، أو لبنان، أو سوريا، وكذلك اليمن، هذا عدا عن حجم الكارثة في العراق.
ولن يتغير هذا الحال، ولن تنتهي هذه الهلوسة، إلا عندما تدفع إيران ثمناً حقيقياً لكل جرائمها بمنطقتنا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران والهلوسة السياسية إيران والهلوسة السياسية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon