توقيت القاهرة المحلي 02:35:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستفتاء التونسي

  مصر اليوم -

الاستفتاء التونسي

بقلم - طارق الحميد

أنجزت تونس الاستفتاء الدستوري، وحتى كتابة المقال لم تنشر النتائج الرسمية، ولكن بحسب استطلاع لآراء المشاركين بالاستفتاء، أجرته مؤسسة سيجما كونساي، فإن 92.3 في المائة من ربع الناخبين المؤهلين الذين شاركوا في الاستفتاء يؤيدون الدستور الجديد.
وإنجاز الدستور لا يعني نهاية المطاف، بل هو الخطوة الأولى الآن لمحاولة إنقاذ تونس من الفوضى، والفساد السياسي، الذي أغرقت به من قبل الإخوان المسلمين، وتحديداً حزب النهضة.
اليوم هو يوم الوقوف مع تونس ودعمها لتعبر من الأزمة التي وُضعت بها وعاشتها منذ عام 2011، زمن ما عرف زوراً بالربيع العربي. اليوم هو يوم الوقوف مع الدولة التونسية لتعبر إلى برّ الأمان.
اليوم ليس يوم الاستماع للمنتقدين والمتشككين والمتربصين الذين ينتقدون الاستفتاء على الدستور، كما ينتقدون الرئيس قيس سعيد، وذلك ليس حجراً للآراء، ولا تشجيعاً إلى أن تعود تونس إلى مرحلة بن علي.
الوقوف مع تونس هو من أجل استعادة هيبة الدولة، وعبورها للأزمة الاقتصادية الطاحنة؛ خصوصاً أن من ينتقدون الرئيس قيس بن سعيد اليوم لم يقدموا شيئاً يذكر، ومنذ عام 2011، سوى الفوضى والتردي.
المنتقدون كانوا على سدة الحكم، لكنَّهم أضاعوا البلاد ومصالح الناس، وكما فعل ويفعل الإخوان المسلمون، في كل مكان بمنطقتنا. من ينتقدون سعيد ليسوا معارضة، بل كانوا أصحاب سلطة، لكنَّهم أضاعوها بالتسويف والمماطلة، والرغبة في إقصاء الجميع.
اليوم تونس في حاجة ماسة للاقتراض، حيث تواجه أزمة اقتصادية تلوح في الأفق، وتسعى للحصول على حزمة إنقاذ من صندوق النقد الدولي، وهي قضايا شغلت المواطنين العاديين خلال العام الماضي أكثر بكثير من الأزمة السياسية، بحسب ما نشرته وكالة «رويترز».
وبالطبع فإنَّ المواطن، وفي كل مكان، مشغول بسداد فواتيره بدلاً من الانشغال بما يقوله السياسيون، أو متابعة مماحكاتهم التي عبثت بتونس حيث بات حال البلاد، ومنذ عام 2011، في تردٍ غير مسبوق.
سألني مواطن تونسي في الرياض: ما رأيك بالدستور الجديد؟ وما رأيك بما يحدث؟ قائلاً: «أحببت أن أسألك بدلاً من أسأل أصدقائي التونسيين، لأني أريد الاستماع إلى رأي لا عاطفة فيه... لا مع هذا أو ذاك».
وأعتقد أن هذه هي وجهة نظر المواطن التونسي الحريص على بلاده، وقوت يومه، حيث يريد رأياً بارداً من دون انحياز، والسبب بسيط وهو أنَّ التونسيين ملُّوا من هذا الفساد السياسي الذي ضرب بلادهم.
لقد ملَّ التونسيون من الوعود الإخوانية الفاشلة، من حزب النهضة، ومن على شاكلتهم، وقبل التونسيين ملَّ المصريون، ولو أجري استفتاء حقيقي لسمعنا العجب من أهل غزة حول عبث «حماس».
وعليه فإنَّ مشروع من ينتقدون التغيير في تونس هو الانتقاد فقط، لأنَّهم لا يجيدون إلا بثَّ السخط وعدم الرضا، لكن عندما حانت لهم فرصة الحكم كانوا سواء ممن سقطوا في الربيع العربي المزعوم.
لذلك لا بدَّ من الوقوف مع تونس الجديدة، ودعمها دعماً لا يُمَكِّن الفساد، ولا يعيد ما مضى، وإنَّما يضمن أن تعود لنا تونس الخضراء التي أحبُّها ويحبُّها المواطن العربي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستفتاء التونسي الاستفتاء التونسي



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon