توقيت القاهرة المحلي 13:17:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصحيح... أم مزيد من الفوضى؟

  مصر اليوم -

تصحيح أم مزيد من الفوضى

بقلم : طارق الحميد

تتوالى الأحداث على منطقتنا توالي الليالي، لكن دون اليوم التالي سياسياً. كل حدث يزيد المشهد تعقيداً عما سبق، ولا حلول، وكأن كل شيء يحدث بمنطقتنا هو رد فعل فقط حيث لا أفق سياسي.

قتل حسن نصر الله، وبعد آخر خطاب تحدى فيه إسرائيل بأن تقوم بعملية برية. صفَّته إسرائيل في اختراق استخباراتي غير مسبوق، ومعه قيادات لم تكشف هوياتها بعد، وها هي إسرائيل «تدك لبنان»، حسب وصف «رويترز».

قتل نصر الله ورحبت واشنطن، بكافة قياداتها السياسية، معتبرة أن «العالم أكثر أمناً»، وهو الأمر الذي لم يحدث يوم صفّت الولايات المتحدة نفسها الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وبأمر من الرئيس السابق ترمب.

اليوم تضرب إسرائيل، لبنان، جنوباً، وتحاصر الضاحية الجنوبية بالصواريخ، معقل نصر الله و«حزب الله»، كما ضربت الحديدة، وتجثم على صدر غزة، حيث لا نفس ولا صوت، وطائراتها وصواريخها، أي إسرائيل، تجوب سماء دمشق.

يحدث كل ذلك، وكل أفعال واشنطن، لا تصريحاتها، تدعم ما يفعله نتنياهو الذي خاطب العالم من الأمم المتحدة بخطاب حرب، ويفعل المستحيل الآن لجر إيران إلى هذه المعركة، وذلك على أمل إقحام الولايات المتحدة بها.

اليوم خطة نتنياهو واضحة، وهي قطع «أذرع الأخطبوط»، أي الميليشيات الإيرانية، و«مبدأ الأخطبوط» قديم كشف عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بنيت، واليوم يفعله نتنياهو لأسبابه الخاصة، ولأسباب أمنية إسرائيلية.

فيما مضى كان نتنياهو شريكاً بتمدد «أذرع الأخطبوط»، حيث فضل أن تُضعِف «حماسُ» السلطةَ، وأن يضعف «حزب الله» الدولة، وأن يبقى الأسد ضعيفاً بسوريا الآمنة حدودياً بالنسبة لإسرائيل.

ومنذ أن انكشف مشروع إيران النووي كانت إسرائيل نتنياهو قلقةً، لكنها ترى أن «أذرع الأخطبوط» مهمة تكتيكياً لتأخير مستحقات السلام والدولة الفلسطينية، إلى أن جاءت عملية السابع من أكتوبر التي كسرت الردع الإسرائيلي، وكانت بمثابة 11 سبتمبر إسرائيلية.

هنا بات الخطر وجودياً، وأدرك نتنياهو أنه الرجل الذي سيكتب التاريخ بأنه قوى «أذرع الأخطبوط»، وكسر هيبة إسرائيل، ولذا فإن نتنياهو الآن ينتفض على نفسه على أمل أن يكتب التاريخ أنه الرجل الذي قطع «أذرع الأخطبوط»، وحاصر إيران.

الواضح اليوم أن نتنياهو قرر الانطلاق من عام 2003، حيث سقوط صدام حسين وصعود الميليشيات، عام تغول الجماعات على الدول، والسؤال هل يقصد نتنياهو ذلك؟ أم هي استراتيجية أميركية أوكل لنتنياهو تنفيذها بعد السابع من أكتوبر؟

نتنياهو يقول بالأمس: «نحن في ذروة المواجهة مع محور الشر الإيراني»، وجغرافية هذا المحور معلومة، وكما أسلفت، حطمت إسرائيل، غزة، والآن لبنان، وتسرح وتمرح بسوريا، وتضرب الحديدة، وربما العراق لاحقاً، بمعنى أننا أمام صراع مفتوح مع المنتجات المطورة ما بعد سقوط صدام.

السؤال الأساس هنا: هل هذه استراتيجية، أم رد فعل؟ هل من خطة لليوم التالي، أم مزيد من الفوضى؟ الإشكالية أن المشروع الإسرائيلي تدميري مثله مثل المشروع الإيراني. فهل من مشروع بديل؟ هل من التقاط للفرص، وكل أزمة فرصة، كما يقال؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصحيح أم مزيد من الفوضى تصحيح أم مزيد من الفوضى



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon