توقيت القاهرة المحلي 16:47:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واشنطن والخطأ الاستراتيجي

  مصر اليوم -

واشنطن والخطأ الاستراتيجي

بقلم:طارق الحميد

نحن أمام تصعيد ملحوظ في الأزمة الروسية الأميركية على خلفية قضية أوكرانيا، والحديث عن استعدادات روسية لغزو الأخيرة. ولو حدث ذلك الغزو فلن يستفيد منه أحد، في حالة التفكير بعقلانية، وقد يكون مفيداً لأسباب تكتيكية لأطراف أخرى.
وبإعلان الأمين العام لحلف «الناتو»، ينس ستولتنبرغ، أن حلف شمال الأطلسي وافق مبدئياً على انضمام أوكرانيا وجورجيا إليه، من دون تحديد موعد زمني، بحسب مقابلة له مع صحيفة «لا ريببليكا» الإيطالية، تكون الأزمة قد أخذت منحى تصاعدياً خطراً.
وبعيداً عن تفاصيل الأزمة، وملخصها المطالبة الروسية لـ«الناتو» بوقف التمدد شرقاً، فإن خطأ واشنطن الاستراتيجي هنا هو محاولة وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زاوية، وفرض خيارات محددة عليه فيما يختص بالأمن الروسي.
ما يعني الرئيس بوتين هو الداخل الروسي، ولو تمددت روسيا جغرافياً لفرض مناطق نفوذ سواء في سوريا أو غيرها، فهدف بوتين الاستراتيجي دائماً هو الظهور كرجل قوي داخل روسيا نفسها.
وبالتالي فإن التشدد الأميركي، وكذلك «الناتو»، ودون أهداف عقلانية يعني أن موسكو قد تتحرك تجاه أوكرانيا عسكرياً، ولو حدث ذلك، ومهما قالت واشنطن، فلا يمكن تصور رد عسكري من قبل «الناتو» أو الولايات المتحدة، وإنما فرض عقوبات.
وإذا ما حدث التدخل الروسي العسكري في أوكرانيا مع عدم الرد الأميركي، وهذا هو المتوقع، فحينها تصبح الإدارة الأميركية في موضع حرج وخسارة دولية وداخلية لا محالة، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات النصفية التشريعية هناك.
محاصرة الخصم، أياً كان، بلا ترك خيارات حفظ ماء الوجه خطأ قاتل، خصوصاً أن واشنطن لن تقوم برد عسكري، والرئيس بايدن انتُخب بوعود استعادة هيبة بلاده دولياً، وأي خطأ أميركي الآن سيعزز فشل واشنطن، خصوصاً بعد الانسحاب المذل من أفغانستان.
وكما أسلفت، فإن ما يهم الرئيس بوتين هو صورته الداخلية، ونذكر كيف تقدم بوتين في جورجيا وبعد أن قال عنه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن إنه رأى في عيني بوتين الصدق.
وقتها أدرك بوتين أنه لا بد من إيقاف القوة الأميركية الهائجة بعد أحداث سبتمبر (أيلول) الإرهابية، وغزو أميركا لكل من أفغانستان والعراق، وبالفعل تحركت روسيا حينها عسكرياً، ولم يستطع بوش الابن فعل شيء.
وفعلها بوتين مع أوباما في سوريا، وسيفعلها في أوكرانيا إذا لم تترك له خيارات، وسيكون ذلك بمثابة الخطأ الاستراتيجي لإدارة بايدن الذي كان يتهم الرئيس السابق ترمب بالضعف أمام روسيا.
ولو حصلت العملية العسكرية في أوكرانيا فإن الجمهوريين، وعلى رأسهم ترمب، سيجدون مادة دعائية دسمة ضد الديمقراطيين وبايدن تحديداً. ويجب عدم إغفال الانقسام الداخلي الأميركي الحاد أصلاً.
وبالطبع سيكون هناك مستفيدون في حال دخلت روسيا أوكرانيا، وأبرزهم الصين التي ستقف مع روسيا، وتستميلها، وستندلع مجدداً موجة الحرب الباردة، التي ستجبر واشنطن على إعادة تقييم علاقاتها الخارجية، وفرز جديد - قديم لمن هم الحلفاء، ومن هم الأعداء.
ولذلك فإن المعالجة الأميركية للأزمة بأوكرانيا تعد فاشلة إلى الآن، بل متهورة، والمؤشرات تقول إن خطأ واشنطن سيكون استراتيجياً لحظة تقدم الآليات العسكرية الروسية نحو الداخل الأوكراني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن والخطأ الاستراتيجي واشنطن والخطأ الاستراتيجي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon