توقيت القاهرة المحلي 02:35:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واشنطن والخطأ الاستراتيجي

  مصر اليوم -

واشنطن والخطأ الاستراتيجي

بقلم:طارق الحميد

نحن أمام تصعيد ملحوظ في الأزمة الروسية الأميركية على خلفية قضية أوكرانيا، والحديث عن استعدادات روسية لغزو الأخيرة. ولو حدث ذلك الغزو فلن يستفيد منه أحد، في حالة التفكير بعقلانية، وقد يكون مفيداً لأسباب تكتيكية لأطراف أخرى.
وبإعلان الأمين العام لحلف «الناتو»، ينس ستولتنبرغ، أن حلف شمال الأطلسي وافق مبدئياً على انضمام أوكرانيا وجورجيا إليه، من دون تحديد موعد زمني، بحسب مقابلة له مع صحيفة «لا ريببليكا» الإيطالية، تكون الأزمة قد أخذت منحى تصاعدياً خطراً.
وبعيداً عن تفاصيل الأزمة، وملخصها المطالبة الروسية لـ«الناتو» بوقف التمدد شرقاً، فإن خطأ واشنطن الاستراتيجي هنا هو محاولة وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زاوية، وفرض خيارات محددة عليه فيما يختص بالأمن الروسي.
ما يعني الرئيس بوتين هو الداخل الروسي، ولو تمددت روسيا جغرافياً لفرض مناطق نفوذ سواء في سوريا أو غيرها، فهدف بوتين الاستراتيجي دائماً هو الظهور كرجل قوي داخل روسيا نفسها.
وبالتالي فإن التشدد الأميركي، وكذلك «الناتو»، ودون أهداف عقلانية يعني أن موسكو قد تتحرك تجاه أوكرانيا عسكرياً، ولو حدث ذلك، ومهما قالت واشنطن، فلا يمكن تصور رد عسكري من قبل «الناتو» أو الولايات المتحدة، وإنما فرض عقوبات.
وإذا ما حدث التدخل الروسي العسكري في أوكرانيا مع عدم الرد الأميركي، وهذا هو المتوقع، فحينها تصبح الإدارة الأميركية في موضع حرج وخسارة دولية وداخلية لا محالة، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات النصفية التشريعية هناك.
محاصرة الخصم، أياً كان، بلا ترك خيارات حفظ ماء الوجه خطأ قاتل، خصوصاً أن واشنطن لن تقوم برد عسكري، والرئيس بايدن انتُخب بوعود استعادة هيبة بلاده دولياً، وأي خطأ أميركي الآن سيعزز فشل واشنطن، خصوصاً بعد الانسحاب المذل من أفغانستان.
وكما أسلفت، فإن ما يهم الرئيس بوتين هو صورته الداخلية، ونذكر كيف تقدم بوتين في جورجيا وبعد أن قال عنه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن إنه رأى في عيني بوتين الصدق.
وقتها أدرك بوتين أنه لا بد من إيقاف القوة الأميركية الهائجة بعد أحداث سبتمبر (أيلول) الإرهابية، وغزو أميركا لكل من أفغانستان والعراق، وبالفعل تحركت روسيا حينها عسكرياً، ولم يستطع بوش الابن فعل شيء.
وفعلها بوتين مع أوباما في سوريا، وسيفعلها في أوكرانيا إذا لم تترك له خيارات، وسيكون ذلك بمثابة الخطأ الاستراتيجي لإدارة بايدن الذي كان يتهم الرئيس السابق ترمب بالضعف أمام روسيا.
ولو حصلت العملية العسكرية في أوكرانيا فإن الجمهوريين، وعلى رأسهم ترمب، سيجدون مادة دعائية دسمة ضد الديمقراطيين وبايدن تحديداً. ويجب عدم إغفال الانقسام الداخلي الأميركي الحاد أصلاً.
وبالطبع سيكون هناك مستفيدون في حال دخلت روسيا أوكرانيا، وأبرزهم الصين التي ستقف مع روسيا، وتستميلها، وستندلع مجدداً موجة الحرب الباردة، التي ستجبر واشنطن على إعادة تقييم علاقاتها الخارجية، وفرز جديد - قديم لمن هم الحلفاء، ومن هم الأعداء.
ولذلك فإن المعالجة الأميركية للأزمة بأوكرانيا تعد فاشلة إلى الآن، بل متهورة، والمؤشرات تقول إن خطأ واشنطن سيكون استراتيجياً لحظة تقدم الآليات العسكرية الروسية نحو الداخل الأوكراني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن والخطأ الاستراتيجي واشنطن والخطأ الاستراتيجي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon