توقيت القاهرة المحلي 04:57:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واشنطن والخطأ الاستراتيجي

  مصر اليوم -

واشنطن والخطأ الاستراتيجي

بقلم:طارق الحميد

نحن أمام تصعيد ملحوظ في الأزمة الروسية الأميركية على خلفية قضية أوكرانيا، والحديث عن استعدادات روسية لغزو الأخيرة. ولو حدث ذلك الغزو فلن يستفيد منه أحد، في حالة التفكير بعقلانية، وقد يكون مفيداً لأسباب تكتيكية لأطراف أخرى.
وبإعلان الأمين العام لحلف «الناتو»، ينس ستولتنبرغ، أن حلف شمال الأطلسي وافق مبدئياً على انضمام أوكرانيا وجورجيا إليه، من دون تحديد موعد زمني، بحسب مقابلة له مع صحيفة «لا ريببليكا» الإيطالية، تكون الأزمة قد أخذت منحى تصاعدياً خطراً.
وبعيداً عن تفاصيل الأزمة، وملخصها المطالبة الروسية لـ«الناتو» بوقف التمدد شرقاً، فإن خطأ واشنطن الاستراتيجي هنا هو محاولة وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زاوية، وفرض خيارات محددة عليه فيما يختص بالأمن الروسي.
ما يعني الرئيس بوتين هو الداخل الروسي، ولو تمددت روسيا جغرافياً لفرض مناطق نفوذ سواء في سوريا أو غيرها، فهدف بوتين الاستراتيجي دائماً هو الظهور كرجل قوي داخل روسيا نفسها.
وبالتالي فإن التشدد الأميركي، وكذلك «الناتو»، ودون أهداف عقلانية يعني أن موسكو قد تتحرك تجاه أوكرانيا عسكرياً، ولو حدث ذلك، ومهما قالت واشنطن، فلا يمكن تصور رد عسكري من قبل «الناتو» أو الولايات المتحدة، وإنما فرض عقوبات.
وإذا ما حدث التدخل الروسي العسكري في أوكرانيا مع عدم الرد الأميركي، وهذا هو المتوقع، فحينها تصبح الإدارة الأميركية في موضع حرج وخسارة دولية وداخلية لا محالة، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات النصفية التشريعية هناك.
محاصرة الخصم، أياً كان، بلا ترك خيارات حفظ ماء الوجه خطأ قاتل، خصوصاً أن واشنطن لن تقوم برد عسكري، والرئيس بايدن انتُخب بوعود استعادة هيبة بلاده دولياً، وأي خطأ أميركي الآن سيعزز فشل واشنطن، خصوصاً بعد الانسحاب المذل من أفغانستان.
وكما أسلفت، فإن ما يهم الرئيس بوتين هو صورته الداخلية، ونذكر كيف تقدم بوتين في جورجيا وبعد أن قال عنه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن إنه رأى في عيني بوتين الصدق.
وقتها أدرك بوتين أنه لا بد من إيقاف القوة الأميركية الهائجة بعد أحداث سبتمبر (أيلول) الإرهابية، وغزو أميركا لكل من أفغانستان والعراق، وبالفعل تحركت روسيا حينها عسكرياً، ولم يستطع بوش الابن فعل شيء.
وفعلها بوتين مع أوباما في سوريا، وسيفعلها في أوكرانيا إذا لم تترك له خيارات، وسيكون ذلك بمثابة الخطأ الاستراتيجي لإدارة بايدن الذي كان يتهم الرئيس السابق ترمب بالضعف أمام روسيا.
ولو حصلت العملية العسكرية في أوكرانيا فإن الجمهوريين، وعلى رأسهم ترمب، سيجدون مادة دعائية دسمة ضد الديمقراطيين وبايدن تحديداً. ويجب عدم إغفال الانقسام الداخلي الأميركي الحاد أصلاً.
وبالطبع سيكون هناك مستفيدون في حال دخلت روسيا أوكرانيا، وأبرزهم الصين التي ستقف مع روسيا، وتستميلها، وستندلع مجدداً موجة الحرب الباردة، التي ستجبر واشنطن على إعادة تقييم علاقاتها الخارجية، وفرز جديد - قديم لمن هم الحلفاء، ومن هم الأعداء.
ولذلك فإن المعالجة الأميركية للأزمة بأوكرانيا تعد فاشلة إلى الآن، بل متهورة، والمؤشرات تقول إن خطأ واشنطن سيكون استراتيجياً لحظة تقدم الآليات العسكرية الروسية نحو الداخل الأوكراني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن والخطأ الاستراتيجي واشنطن والخطأ الاستراتيجي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon