توقيت القاهرة المحلي 19:07:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وماذا عنا نحن؟

  مصر اليوم -

وماذا عنا نحن

بقلم : طارق الحميد

على أثر الانسحاب الأميركي من أفغانستان وما خلفه من فوضى، بدأت أوروبا تتباحث أمرها العسكري والأمني والسياسي، وذلك بعد القرار الأميركي الأحادي، ووصل التفكير الأوروبي إلى خلق قوات تدخل سريع.
كما حدد الاتحاد الأوروبي خمسة شروط للتعامل مع «طالبان»، ما يظهر موقفاً سياسياً أوروبياً مستقلاً عن الموقف الأميركي. والسؤال الآن: ماذا عنا نحن في المنطقة، دول مجلس التعاون، والاعتدال العربي، أي مصر؟
صحيح صدرت مواقف لمعظم دول المنطقة تجاه أحداث أفغانستان، لكن بعد عودة «طالبان» إلى الحكم، إضافة لما لدينا من عبث إيراني يتطلب مواقف موحدة، وبتنسيق... هل ستعترف دول المنطقة، وتحديداً دول الاعتدال العربي، بـ«طالبان»؟
هل هناك شروط محددة؟ وماذا عن التنسيق الأمني تجاه عودة الإرهاب المحتمل، والترويج للتطرف؟ أعرف أن بعض أهم دول الاعتدال تحركت من اللحظة الأولى بشكل جاد للتقصي والبحث والاستعداد، لكن عودة «طالبان»، وما تعنيه، تتطلب تنسيقاً خليجياً - عربياً مشتركاً، وأسساً واضحة معلنة لمعرفة كيفية التعامل مع مرحلة قد تكون مكررة لمرحلة أفغانستان السابقة، وأسوأ بسبب تطور وسائل التواصل، وغيرها من العوامل.
نعم لدينا في مجلس التعاون قوات «درع الجزيرة»، التي أثبتت موقفاً لا ينسى في الربيع العربي بالوقوف مع مملكة البحرين، لكن الجميع يعلم أن مجلس التعاون أصابه ما أصابه خلال المرحلة الماضية، والآن الأجواء الخليجية أفضل مما كانت ليكون التنسيق أكبر وأشمل.
وعليه فإذا كان الموقف الأميركي الأحادي بالانسحاب من أفغانستان قد أقلق أهم حليف لأميركا وهو أوروبا، وحلف الناتو، فمن باب أولى أن يكون التصرف الأميركي الأخير مدعاة للقلق لكل دول الاعتدال العربي، وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي.
لا بد من القلق، والعمل الإيجابي، والتنسيق الآن، ونحن أمام مفاوضات الاتفاق النووي الأميركي - الإيراني الغربي، وأعتقد أن مفاوضات الولايات المتحدة و«طالبان» كانت بمثابة تعليق جرس الإنذار لدول المنطقة حول ما يمكن أن تقوم به واشنطن تجاه الحلفاء بأوروبا، فما بالك بالمنطقة؟
والقصة ليست قصة بث قلق بقدر ما أنها تحسب لمقبل الأيام، حيث ما يمكن أن يصدر للمنطقة من أفغانستان، أو ما ينتج عن الاتفاق النووي مع إيران، خصوصاً أن منطقتنا قطعت مشواراً ليس بالهين في الإصلاح الاقتصادي والأمني، ودحر الإرهاب، وأكثر.
يكفي تأمل التجربة السعودية، ورؤية 2030، حيث إن السعودية أشبه بورشة عمل مفتوحة تسابق الزمن، من دحر التطرف والإرهاب، والإصلاح الاجتماعي، والاقتصادي، ولا يكفي مقال أو عشرة لرصد التغيير الإيجابي في السعودية.
والأمر نفسه في مصر التي قطعت مشواراً كبيراً في الإصلاح والتطوير، وهو واقع ملموس، حتى وإنْ تجاهله بعض الإعلام المغرض. وهناك المشروع العُماني للإصلاح، وهو قصة مهمة، وهناك بالطبع القاطرة الإماراتية، والرغبة القطرية في الاستقرار استعداداً لاستضافة نهائيات كأس العالم. ويجب ألا ننسى العراق الذي يحاول اليوم كسر الطوق الإيراني، وقصته أكثر خطورة.
كل ذلك يعني أن دول المنطقة تنظر للمستقبل، ومشروعها تنموي معاكس تماماً للمشروع الأفغاني، أو الإيراني، والخشية أن نفاجأ بصعوبات نحن في غنى عنها، ولذلك فإن التنسيق الآن مطلوب أكثر من أي وقت مضى، ويستحق أن يكون نقاشاً بصوت مسموع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وماذا عنا نحن وماذا عنا نحن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
  مصر اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 20:12 2024 الخميس ,15 آب / أغسطس

عمر كمال يوجه رسالة مؤثرة لأحمد رفعت

GMT 10:00 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

إصبع ذكي يعيد حاسة اللمس للاصابع المبتورة

GMT 23:53 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مصمم مغربي يطرح تشكيلة راقية من القفطان الربيعي لموسم 2016

GMT 05:09 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

توثيق ازدهار ونهاية مؤسس "داعش" أبو مصعب الزرقاوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon