توقيت القاهرة المحلي 06:31:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حقوق الإنسان بمقابل مادي!

  مصر اليوم -

حقوق الإنسان بمقابل مادي

بقلم : طارق الحميد

على أثر الكشف عن تورط نواب بريطانيين في أنشطة ترويج لمجموعات ضغط ولمصالح مرتبطة بشركات أو دول أخرى، وتقاضي أجور مقابل ذلك، وأبرزها جلسات نقاش للهجوم على السعودية، انطلقت مطالبات ببريطانيا للتحقيق في ذلك، واعتباره فضيحة.
حدث كل ذلك بعد أن أقر النائبان، كريسبين بلانت عن حزب المحافظين، وليلى موران عن حزب الديمقراطيين الأحرار، باستخدام مكاتبهما في البرلمان للمشاركة في جلسة نقاش حول السجناء بالسعودية.
والفضيحة ليست في استخدام أروقة البرلمان لأعمال لا تخص البرلمان، الذي تنص قواعد مجلس العموم فيه على عدم استخدام النواب المرافق البرلمانية في عمل غير برلماني.
الفضيحة الحقيقية، والصارخة، هي تلقي أشخاص، سواء كانوا برلمانيين أو خلافه، أموالاً مقابل المنافحة عن حقوق الإنسان، حيث يفترض أن يكون دافع أي متحدث دافعاً أخلاقياً، ونابعاً عن إيمان بالقيم والقوانين التي يدافع عنها المتحدث.
هذه هي الفضيحة الحقيقية، وهي عمل لا أخلاقي، ولا علاقة له بحقوق الإنسان، وفي أميركا يقال «إذا قتلت شخصاً فاستعن بمحامٍ، وإذا قتلت عشرة أشخاص فاستعن بلوبي - جماعات الضغط»، والآن يمكن القول إذا أردت استهداف دولة فاستعن بمدعي حقوق الإنسان.
وهذا يظهر لنا جيداً الآن أن الحديث بدافع حقوق الإنسان ما هو إلا عملية انتقائية لاستهداف وشيطنة دول بعينها، وسبق أن كتبت هنا عن «الشيطنة والتشكيك» اللذين يتمان بحق السعودية، وبشكل منظم ومركز منذ عام 2015. واليوم نحن أمام دليل صارخ.
اليوم، مثلاً، عرفنا لماذا يتم استهداف السعودية بشكل ممنهج، وتأليب جله كاذب مقابل الصمت عن جرائم إيران ليس بالأراضي الإيرانية فقط، بل في كل المنطقة، وحتى بالغرب.
واليوم علمنا لماذا يغض الغرب النظر عن الجرائم التي تقع بحق الأفغانيين، ومن لحظة القرار الأميركي الكارثي بالانسحاب من أفغانستان وتسليمها لطالبان التي لا علاقة لها بحقوق الإنسان، لا من قريب ولا من بعيد.
عرفنا كل ذلك لأن الدفاع عن حقوق الإنسان يتم بمقابل، وعمل جماعات ضغط لا أحد يعرف من يمولها أصلاً. وإذا كانت فضيحة النائبين هذه قد شكلت ضغطاً، كما أوردتها صحيفتنا في تقريرها عن الموضوع، لفتح تحقيق أوسع للتدقيق في مبادئ الامتثال والنزاهة والشفافية الحاكمة لعمل المنظمات الحقوقية في ظل الانحراف والتجاوزات حيال اعتمادها للاستغلال المالي الممنهج في كثير من تقاريرها وأنشطتها الإعلامية التي تستهدف دولاً بعينها، ومنها السعودية، فإن ذلك يستوجب من إعلامنا الجاد والرصين، وكذلك الإعلام العربي، ضرورة تسخير فريق صحافي احترافي للكشف عن هذه الأعمال غير الأخلاقية. الآن ليس وقت إدانة، ولا تعليقات غاضبة، بل وقت عمل إعلامي جاد للكشف عمن يتلقون أموالاً مقابل الدفاع زيفاً عن حقوق الإنسان، ومن يمول جماعات الضغط تلك، والكشف عنهم دولاً أو جماعات.
وهذا ليس عملاً للدفاع عن الأوطان وحسب، بل هو انتصار حقيقي لحقوق الإنسان التي يحاضرنا الغرب حولها صباح مساء، وبعملية انتقائية فجة ينتج عنها استهداف دول، وشيطنتها من دون وجه حق، بل بمقابل مادي!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقوق الإنسان بمقابل مادي حقوق الإنسان بمقابل مادي



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 08:38 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس
  مصر اليوم - تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 22:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»
  مصر اليوم - روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل

GMT 23:14 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

أسعار الحديد في مصر اليوم السبت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon