توقيت القاهرة المحلي 18:29:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وما قيمة الاعتذار؟

  مصر اليوم -

وما قيمة الاعتذار

بقلم : طارق الحميد

نقلت وكالة «رويترز» عن رئيس مصلحة السجون الإيرانية أمس (الثلاثاء)، اعتذاره عن «الأحداث المريرة» في سجن «إيفين» بالعاصمة طهران، وذلك بعد بث لقطات مُصوَّرة لعمليات تعذيب واعتداء بالضرب على سجناء سرَّبها مخترقون عبر الإنترنت.

وقال رئيس مصلحة السجون الإيرانية محمد مهدي حاج محمدي، في تغريدة نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية: «فيما يتعلق بصور سجن إيفين، أتحمل المسؤولية عن هذا السلوك غير المقبول، وأتعهد بالعمل على منع تكرار تلك الأحداث المريرة والتعامل بحسم مع المخطئين».

وأضاف: «أعتذر إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى قائدنا العزيز -علي خامنئي- وإلى الأمة وإلى حراس السجن الشرفاء الذين لن يتم تجاهل جهودهم بسبب تلك الأخطاء». والطريف، بل المذهل، أن «رويترز» تقول: «كان ذلك اعترافاً نادراً بانتهاكات لحقوق الإنسان في إيران التي دأبت على رفض الانتقادات لسجلها في حقوق الإنسان ووصفها بأنها بلا أساس».

ولا أعلم ما قيمة ندرة هذا الاعتراف، والوكالة، ومثلها الإعلام الغربي المنتشر في منطقتنا، يرون الاعتداءات الإيرانية بحق دولنا، وشعوبها، والناشطين فيها. ألم ترَ وسائل الإعلام الدولية حجم الاغتيالات، والاختطاف، بحق الناشطين العراقيين؟

ألا يرى الإعلام الغربي، والمنظمات الحقوقية، ما حدث ويحدث بحق السوريين في سوريا، أو ما يحدث في لبنان، من اغتيالات، وتدمير منهجي للمؤسسات والدولة ككل، بسبب التدخلات الإيرانية التي تدمر دول المنطقة، وتقمع مواطنيها؟

أولم تلحظ الوكالة، مثلاً، أن مدير السجون الإيراني اعتذر أيضاً لحراس السجن، حيث قال: «حراس السجن الشرفاء الذين لن يتم تجاهل جهودهم بسبب تلك الأخطاء»؟! يقول: «حراس السجن الشرفاء» والفيديوهات المسربة تُظهر أن من قاموا بالاعتداء على المساجين بالضرب والإهانة، هم من حراس السجن، عدا عن صورة ذلك المعمّم الذي مر من فوق جسد سجين أنهكه التعذيب!

وعليه نتساءل: ما قيمة الاعتذار الإيراني هذا ما دامت الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، والغرب، والمنظمات الحقوقية، تغضّ الطرْف عن الجرائم الإيرانية في الداخل والخارج فقط للحصول على اتفاق نووي مع إيران؟

الحقيقة أن إيران ارتكبت كل محظور في كتاب «لا تفعل»، سواء في دول المنطقة، أو في البحار، أو في الداخل الإيراني، ورغم ذلك لم تدفع إيران ثمن أي خطأ جسيم، أو عمليات اغتيال، بل إنها تقابَل دائماً بسياسة «اليد الممدودة»، ومزيد من الدعوات للحوار، بعد كل جريمة إيرانية.

وكل ذلك، للأسف، جعل لا قيمة تذكر للحديث عن حقوق إنسان، أو احترام للقوانين الدولية في منطقتنا، أو أمام أعين المتابعين، لأنها باتت عملية انتقائية للترهيب، فإذا فعلتها إيران غضّ الغرب النظر، وإذا فعلتها دولة من دول المنطقة انتفض الإعلام الغربي ضد دول المنطقة.

هذه ليست آراء انفعالية أو انتقائية، بل هو الواقع الذي يقول لنا إن أكبر الخاسرين مما تفعله إيران هو مفهوم حقوق الإنسان واحترام القوانين الدولية، وباتا لا قيمة لهما كما لا قيمة للاعتذار الإيراني.

هذا واقع وسيتضح جلياً مع تطور الأحداث من حولنا كل يوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وما قيمة الاعتذار وما قيمة الاعتذار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان
  مصر اليوم - مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 17:46 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon