توقيت القاهرة المحلي 08:15:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس هناك خيارات أصلاً!

  مصر اليوم -

ليس هناك خيارات أصلاً

بقلم : طارق الحميد

نقلت «رويترز» عن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا وأوراسيا قولها: «كما يمكنكم أن تتوقعوا، كل الخيارات مطروحة، وهناك جعبة تشمل العديد من الخيارات المتنوعة». وذلك ردا على الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية.
هل يمكن تصديق هذه التصريحات؟ القصة لا تحتاج إلى ضرب ودع، والإجابة بسيطة وهي أنه لا خيارات أميركية فضلا عن فرض عقوبات قد ترفعها واشنطن حال الحاجة لمفاوضات جديدة مع موسكو، ولأي مصالح أميركية ضيقة.
ما يغفل عنه صناع القرار بواشنطن، وليس الآن، بل منذ مرحلة أوباما، مرورا بترمب، وحتى الآن، أن الدول مثل الشركات وقتما أخلت بالتزاماتها تنتهي مصداقيتها. وسبق أن قالت ألمانيا، مثلا، إنه لا يمكن التعامل مع سياسة خارجية أميركية مختلفة كل أربعة أعوام.
وعليه فإن روسيا تعي ذلك عند تعاملها مع الولايات المتحدة، وموسكو تقرأ واشنطن جيدا، وتعي أنه ليس بمقدور الإدارة الأميركية الإقدام على أي عمل جاد يمكن أن يحسب له حساب على أرض الواقع.
واشنطن الحالية لخبطت أوراق المنطقة، وشتت تركيز الحلفاء، أو الشركاء، أو الأصدقاء، حيث لا تعبير واضحا، ولا مواقف حقيقية تصنف طبيعة العلاقة مع دول المنطقة بما فيها إسرائيل.
هذه الإدارة، مثلا، تريد التفاوض مع إيران، لكنها لا تلتزم أيا من الأدوات السياسية الجادة، كالتلويح بالحرب أو ضربة عسكرية، أو استهداف لجماعاتها الإرهابية، لقصقصة أجنحة طهران بالمنطقة. بل إن سلبية واشنطن مع إيران ربما تفاجئ طهران، وتثير لديها الريبة.
وهذه الإدارة تريد من حكومة لبنان الصمود، وتماشيا مع الخطة الفرنسية التي ترى أن «حزب الله» الإرهابي مكون لبناني، لكنها، أي الإدارة الأميركية، ترحب بمن يجرم «حزب الله» ويصنفه حزبا إرهابيا!
وهذه الإدارة تتحدث عن التزامها بالأمن السعودي، لكنها تتردد بإعادة تصنيف الحوثيين مجموعة إرهابية، وتتردد بالقيام بمواقف لا تدافع عن السعودية فقط، وإنما ترسل رسالة حقيقية لإيران بأن جماعاتها الإرهابية بالمنطقة لا يمكن أن تبقى منفلتة هكذا.
والقصة ليست في السعودية القادرة على الدفاع عن نفسها، وها هي قوات التحالف تقوم بعمليات جراحية دقيقة ضد المواقع الحوثية بصنعاء، وإنما القصة هي في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها، وهنا مثال بسيط، وخطير.
خذ مثلا محاولة الاغتيال الفاشلة التي قامت بها جماعات إيران الإرهابية بالعراق لاستهداف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، والأدلة واضحة، وبالأقمار الصناعية لتهريب الطائرات المسيرة التي كانت تستهدف السيد الكاظمي، لكن لا موقف أميركيا حقيقيا!
ولو نجحت محاولة الاغتيال تلك لامتدت آثارها عشرين عاما قادمة، وكما حصل بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري. ولذا فإنه لا خيارات أصلا لدى واشنطن، وليس ضعفا في القوة، وإنما سذاجة سياسية.
لا يمكن أن يقول الرئيس بايدن، وهذه مرحلة سياسية أميركية ملفتة بالتمادي لفظيا، وكما عهد ترمب، وغير مسبوقة، إن الرئيس بوتين «قاتل» ثم يريد عقد صفقات معه! كان للرئيس الأميركي الأسبق روزفلت عبارة شهيرة تقول: «تكلم بهدوء، لكن احمل عصا غليظة» فأين واشنطن من هذا اليوم؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس هناك خيارات أصلاً ليس هناك خيارات أصلاً



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - بدء اختبار أول لقاح في العالم ضد عدوى نوروفيروس بتقنية mRNA

GMT 22:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»
  مصر اليوم - روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»

GMT 07:26 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة
  مصر اليوم - بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل

GMT 23:14 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

أسعار الحديد في مصر اليوم السبت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon