توقيت القاهرة المحلي 10:44:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس هناك خيارات أصلاً!

  مصر اليوم -

ليس هناك خيارات أصلاً

بقلم : طارق الحميد

نقلت «رويترز» عن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا وأوراسيا قولها: «كما يمكنكم أن تتوقعوا، كل الخيارات مطروحة، وهناك جعبة تشمل العديد من الخيارات المتنوعة». وذلك ردا على الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية.
هل يمكن تصديق هذه التصريحات؟ القصة لا تحتاج إلى ضرب ودع، والإجابة بسيطة وهي أنه لا خيارات أميركية فضلا عن فرض عقوبات قد ترفعها واشنطن حال الحاجة لمفاوضات جديدة مع موسكو، ولأي مصالح أميركية ضيقة.
ما يغفل عنه صناع القرار بواشنطن، وليس الآن، بل منذ مرحلة أوباما، مرورا بترمب، وحتى الآن، أن الدول مثل الشركات وقتما أخلت بالتزاماتها تنتهي مصداقيتها. وسبق أن قالت ألمانيا، مثلا، إنه لا يمكن التعامل مع سياسة خارجية أميركية مختلفة كل أربعة أعوام.
وعليه فإن روسيا تعي ذلك عند تعاملها مع الولايات المتحدة، وموسكو تقرأ واشنطن جيدا، وتعي أنه ليس بمقدور الإدارة الأميركية الإقدام على أي عمل جاد يمكن أن يحسب له حساب على أرض الواقع.
واشنطن الحالية لخبطت أوراق المنطقة، وشتت تركيز الحلفاء، أو الشركاء، أو الأصدقاء، حيث لا تعبير واضحا، ولا مواقف حقيقية تصنف طبيعة العلاقة مع دول المنطقة بما فيها إسرائيل.
هذه الإدارة، مثلا، تريد التفاوض مع إيران، لكنها لا تلتزم أيا من الأدوات السياسية الجادة، كالتلويح بالحرب أو ضربة عسكرية، أو استهداف لجماعاتها الإرهابية، لقصقصة أجنحة طهران بالمنطقة. بل إن سلبية واشنطن مع إيران ربما تفاجئ طهران، وتثير لديها الريبة.
وهذه الإدارة تريد من حكومة لبنان الصمود، وتماشيا مع الخطة الفرنسية التي ترى أن «حزب الله» الإرهابي مكون لبناني، لكنها، أي الإدارة الأميركية، ترحب بمن يجرم «حزب الله» ويصنفه حزبا إرهابيا!
وهذه الإدارة تتحدث عن التزامها بالأمن السعودي، لكنها تتردد بإعادة تصنيف الحوثيين مجموعة إرهابية، وتتردد بالقيام بمواقف لا تدافع عن السعودية فقط، وإنما ترسل رسالة حقيقية لإيران بأن جماعاتها الإرهابية بالمنطقة لا يمكن أن تبقى منفلتة هكذا.
والقصة ليست في السعودية القادرة على الدفاع عن نفسها، وها هي قوات التحالف تقوم بعمليات جراحية دقيقة ضد المواقع الحوثية بصنعاء، وإنما القصة هي في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها، وهنا مثال بسيط، وخطير.
خذ مثلا محاولة الاغتيال الفاشلة التي قامت بها جماعات إيران الإرهابية بالعراق لاستهداف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، والأدلة واضحة، وبالأقمار الصناعية لتهريب الطائرات المسيرة التي كانت تستهدف السيد الكاظمي، لكن لا موقف أميركيا حقيقيا!
ولو نجحت محاولة الاغتيال تلك لامتدت آثارها عشرين عاما قادمة، وكما حصل بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري. ولذا فإنه لا خيارات أصلا لدى واشنطن، وليس ضعفا في القوة، وإنما سذاجة سياسية.
لا يمكن أن يقول الرئيس بايدن، وهذه مرحلة سياسية أميركية ملفتة بالتمادي لفظيا، وكما عهد ترمب، وغير مسبوقة، إن الرئيس بوتين «قاتل» ثم يريد عقد صفقات معه! كان للرئيس الأميركي الأسبق روزفلت عبارة شهيرة تقول: «تكلم بهدوء، لكن احمل عصا غليظة» فأين واشنطن من هذا اليوم؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس هناك خيارات أصلاً ليس هناك خيارات أصلاً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon