توقيت القاهرة المحلي 10:37:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مؤتمر الإنسانية والديمقراطية «الافتراضية»!

  مصر اليوم -

مؤتمر الإنسانية والديمقراطية «الافتراضية»

بقلم : طارق الحميد

في الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة إلى قمة «افتراضية»، عن بُعد، خاصة بالديمقراطية، دعت المملكة العربية السعودية إلى عقد اجتماع استثنائي للمجلس الوزاري لدول منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة الوضع الإنساني في أفغانستان.
هنا قد يقول قائل، وما علاقة هذه بتلك، والدعوة الأميركية دولية، بينما الدعوة السعودية على المستوى الوزاري للدول الإسلامية؟ الإجابة بسيطة، وهي أن الدعوة الأميركية تنظيرية، أقرب للترف بهذه الظروف، بينما الدعوة السعودية إنسانية واقعية.
قمة الديمقراطية «الافتراضية» انتقائية، وفرز سياسي تنفيذاً لوعود انتخابية أميركية، بينما الاجتماع الوزاري الإسلامي واقعي هدفه حقن الدماء، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لبلد كان لعشرين عاماً تحت الاحتلال الأميركي بزعم تحقيق الديمقراطية.
اليوم، وبعد الانسحاب الأميركي المربك والمهين، تعقد واشنطن قمة خاصة بالديمقراطية، ومن دون دعوة أفغانستان التي قال الأميركيون إبان احتلالهم لها إنهم يرسخون فيها الديمقراطية. وبعد الانسحاب قال الرئيس بايدن إن بلاده لم تذهب لأفغانستان من أجل بناء دولة، ورأينا الأفغان يتساقطون من الطائرات الأميركية في صور لن تُمحى من الذاكرة.
وعليه فنحن أمام دعوتين، إحداهما للتنظير، أي قمة الديمقراطية، والأخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. دعوة الديمقراطية التي تمثل البعد الآيديولوجي، والدعوة السعودية التي تمثل العقلانية والواقعية.
يقول البيان السعودي إنه «نظراً لما يواجهه الشعب الأفغاني من أزمة إنسانية خطيرة، تتفاقم مع حلول فصل الشتاء، وحاجة الملايين من الأفغان، بمن فيهم كبار السن والنساء والأطفال، إلى مساعدات إنسانية عاجلة تشمل الغذاء والدواء والمأوى»، مضيفاً: «وبما أن الانهيار الاقتصادي المحتمل للدولة وتدهور الأوضاع المعيشية لن يكون مأساة إنسانية فحسب، بل سيؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار في أفغانستان، وسيقود لعواقب وخيمة على السلام والاستقرار الإقليمي والدولي».
والمهم في البيان السعودي قوله إن المملكة تأمل «أن يكون انعقاد هذا الاجتماع فرصة للتأكيد على أهمية استقرار وأمن أفغانستان، وسيادتها ووحدة أراضيها والتصدي للتدخلات الأجنبية فيها، ونبذ ومحاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره»، مشدداً على «ضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية كمأوى أو ملاذ للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وحث الحكومة المؤقتة على احتواء مختلف الأطياف الأفغانية، ومراعاة المواثيق والأعراف الدولية، واحترام حقوق الإنسان وحق المرأة في التعليم والعمل ضمن التعاليم والمبادئ التي كفلتها الشريعة الإسلامية».
ولذا فإن السؤال هنا هو: أيهما أجدى؛ مؤتمر للديمقراطية، وبعد الانسحاب المهين من أفغانستان، وبعدما رأينا من «الفوضى الخلاقة» الأميركية، أم مؤتمر لإنقاذ البشر وتجنب موجة جديدة من الإرهاب والفقر؟
وهل الديمقراطية نموذج واحد، وبمعايير أميركية فقط؟ حسناً، أين الديمقراطية الناجحة التي رعتها واشنطن في منطقتنا، وبالاحتلال المباشر، أو التحريض كما حدث فيما عُرف زوراً بالربيع العربي؟
أيُّ ديمقراطية تلك التي تتحدث عنها واشنطن وهي التي تسعى لإخراج إيران من عزلة مستحقة، ورغم تدمير إيران لكل دولة عربية حاولت وتحاول ترسيخ الاستقرار، وممارسة الديمقراطية، كالعراق ولبنان، وغيرهما؟
خلاصة القول كان من المقبول أن تحاضر واشنطن العالم عن الديمقراطية، لكن ليس الآن، وبعد الانسحاب المهين من أفغانستان، وما حدث ويحدث بحق نسائها وأطفالها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر الإنسانية والديمقراطية «الافتراضية» مؤتمر الإنسانية والديمقراطية «الافتراضية»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon