توقيت القاهرة المحلي 01:51:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخنجر الإيراني

  مصر اليوم -

الخنجر الإيراني

بقلم : طارق الحميد

اتهم رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6)، ريتشارد مور، طهران بزرع «عصابات مسلحة» تضعف دول الشرق الأوسط من داخلها، محذراً في كلمة له من الدور الذي يلعبه حزب الله في لبنان.
وقال ريتشارد مور إن «حزب الله، الذي احتضنه الحرس الثوري الإيراني في لبنان، كان أول قوة تمرد أجنبية تابعة لإيران. ونما ليصبح دولة داخل دولة، مساهماً مباشرة بإضعاف الدولة وفي الفوضى السياسية في لبنان»، مضيفاً أن إيران كررت هذا النموذج في العراق، وزرعت عصابات مسلحة «تُضعف الدولة من الداخل، وتقتل أولئك الذين يريدون حفظ القانون»، قائلاً: «نرصد أيضاً محاولات لسلوك مثل هذه السياسات في سوريا واليمن والخليج»، خالصاً إلى أن إيران «تحتفظ ببرنامج اغتيالات تستخدمه ضد معارضي النظام».
حسناً، ما الجديد في كل ما قاله ريتشارد مور؟ ما الذي قاله ولا يعلمه أي جهاز استخبارات بالمنطقة، أو الغرب، او أي متابع عادي للأخبار؟ من الذي لا يعرف جرائم إيران، وحزب الله؟
من الذي لا يعلم بأن أول عملية انتحارية بتاريخ منطقتنا الحديث نفذها تابع لحزب الله؟ ولست هنا بصدد سرد جرائم جماعات إيران بمنطقتنا من حزب الله، والحوثيين، أو علاقة إيران بـ«القاعدة» و«داعش»، وإلا لاحتجت لصفحات.
إلا أن السؤال الملح وسط كل هذه التصريحات الحديثة عن دور إيران وجماعاتها الإرهابية بالمنطقة، هو: لماذا تغافل الغرب، وأجهزة استخباراته نحو أربعة عقود عن دور طهران وجماعاتها التخريبية؟
لماذا كان يقال، مثلاً، إن لحزب الله جناحاً سياسياً وآخر عسكرياً؟ والأمر نفسه عن «حماس». لماذا قيل إن حزب الله مكون لبناني، وبلغ الأمر بأن يقول الرئيس اللبناني عون إن الحزب ثلث لبنان؟
لماذا سمحت الدول الغربية لإيران بالتمدد، وزعزعة استقرار المنطقة لعقود حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة، وغيرها، وكل ما تم التحذير قيل إن ما يحدث بالمنطقة هو صراع بالوكالة؟
وعليه فإن تصريحات رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ما هو إلا تأكيد للمؤكد، ولما نعرفه جميعاً، ولا جديد فيه، خصوصاً قوله إن إيران «تحتفظ ببرنامج اغتيالات تستخدمه ضد معارضي النظام».
وليس هذا وحسب، بل إن جماعات إيران أيضاً تمارس الأمر نفسه بالمنطقة، ولإيران تاريخ بذلك، ومن يقرأ، مثلاً، كتاب «وسط الجزيرة العربية وشرقها» لوليم جيفورد بالجريف، المستشرق الذي زار شبه الجزيرة العربية بين عامي 1862 و1863 يجد أن الكتاب يتحدث عن أن المنطقة خبرت جيداً أن إيران تجيز خنجر القاتل، وتستعمله. وهو ما أسميه الخنجر الإيراني الذي نراه للآن بمنطقتنا.
ولذا فإن التساؤلات كثيرة، وليس حول ما تعرفه أجهزة المخابرات الغربية، بل وحول دور مراكز الدراسات الغربية التي تلتقط ما يحلو لها من التاريخ، وكتب المستشرقين، حول المنطقة، لكنها تتجاهل الدور الإيراني التخريبي الواضح للعيان الآن.
ما معاييرهم البحثية، والقيمية؟ وما الهدف من هذا الصمت حول الدور الإيراني المخرب إلى الآن، وإيران وجماعاتها لا يزالون يمارسون الاختطاف، والاغتيال، وأكثر؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخنجر الإيراني الخنجر الإيراني



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon