توقيت القاهرة المحلي 16:47:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صواريخ «سي إن إن»

  مصر اليوم -

صواريخ «سي إن إن»

بقلم:طارق الحميد

طارت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية بخبر مفاده أن السعودية تعمل على تصنيع صواريخ باليستية بمساعدة الصين. حسنا هذا خبر جيد بالنسبة لنا كسعوديين لأنه يعني أن أمننا بأيدينا تجاه الصواريخ الباليستية التي تستهدف أراضينا من إيران عبر الحوثيين.
إلا أن هناك صواريخ أخرى تستهدفنا، وليست صواريخ إيران وحسب، بل ما أسميه «الصواريخ الإعلامية» التشويشية، ومن منصاتها «سي. إن. إن»، وتحديدا خبر الصواريخ الباليستية التي قيل إن السعودية تتعاون مع الصين لصناعتها.
أفردت المحطة خبرا مطولا عما سمته التعاون السعودي الصيني لكن دون أن تشير بشكل مهني إلى الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تستهدف السعودية من خلال الحوثيين.
لم تذكر المحطة أن السعودية هنا تقوم بجهد دفاعي، لا هجومي، لأن سعودية 2030 تهدف إلى التعاون، وليس الاعتداء، ولم تكن السعودية بتاريخها دولة معتدية. ولذا فإن خبر الشبكة الأميركية يعتبر مضللا.
والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إن السفير الأميركي السابق لدى البحرين آدم إيرلي علق على الخبر بتغريدة قال فيها: «جيد للسعودية أن تأخذ الأمور بيديها، لا يمكن أن تعتمد على الولايات المتحدة».
ومضيفا: «ربما لو كانت لدينا سياسة متماسكة في الشرق الأوسط ومتسقة وعاملنا الحلفاء باحترام، فلن يحدث هذا». وهذا التعليق يعني أن للخبر خلفيات وحقائق لم تتطرق لها الشبكة الأميركية، وربما لا تريد أصلا.
لماذا أقول هذا؟ لأن الخبر الخاص بالتعاون السعودي - الصيني ليس بجديد، وتم التطرق لذلك في عام 2019، لكن يقال الآن إن الرئيس الأميركي السابق ترمب تجاهل ذلك، وهنا تكمن القصة.
الخبر المسرب للشبكة الأميركية، والتي تعاملت معه دون استعراض الحقائق، واضح أن الهدف منه هنا أمران، الأول تخفيف الضغط الدولي على الإدارة الأميركية لضرورة التشدد حيال الصواريخ الباليستية الإيرانية، وضمن مفاوضات فيينا.
والأمر الثاني للقول إنه ليس إيران وحدها التي تصنع تلك الصواريخ، وإنما السعودية أيضا، وهذا تكتيك فيه مماحكة وعدم جدية، لأن لكل دولة الحق في الدفاع عن أمنها تجاه الاعتداءات الخارجية، وكما أسلفنا فإن السعودية ليست بالدولة المعتدية.
العقلاء يعرفون أنها كانت مسألة وقت لتنوع السعودية مصادر تسليحها، ولأسباب منطقية، ولذلك يقول، مثلا، السفير الأميركي السابق في البحرين ما قاله أعلاه، ويؤيده في ذلك كثر.
كما أن هذا التسريب يظهر أنه لا جدية بواشنطن للتعامل مع صواريخ إيران الباليستية وطائراتها المسيرة، رغم استهدافها للسعودية، والعراق، وأمن الملاحة البحرية في الخليج. والقوات الأميركية نفسها بالمنطقة!
كما يظهر أن «الصواريخ الإعلامية» هذه تستخدم لأهداف عدة، ومنها «الشيطنة»، وسبق أن استفضنا بهذا الموضوع هنا، وهو منذ عهد أوباما في 2009، وعبر وسائل الإعلام نفسها التي تحاول التشويش على أمن منطقتنا وأمن دول الاعتدال فيها الآن.
القصة ليست فحوى الخبر، وإنما صياغته التي تضلل المتابع الذي لا يعلم عن جرائم إيران بمنطقتنا، وبطريقة انتقائية يحاول اليسار بالغرب تلميع طهران فيها، وهذا عدوان على الحقائق، وعلى أمن منطقتنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صواريخ «سي إن إن» صواريخ «سي إن إن»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon