توقيت القاهرة المحلي 10:26:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران ومفاوضات مضيعة الوقت

  مصر اليوم -

إيران ومفاوضات مضيعة الوقت

بقلم : طارق الحميد

يُفترض أن تُستأنف مفاوضات فيينا الرامية للوصول إلى اتفاق نهائي حول الملف الإيراني النووي الأسبوع القادم، وكل المؤشرات تقول إننا أمام مفاوضات مضيعة الوقت، حيث لا جدية من كل الأطراف.
هنا قد يقول القارئ: كيف ذلك؟ الواضح أن الإيرانيين أنفسهم لا يسعون لإحياء هذه المفاوضات بشكل جاد، وبالتالي غير حريصين على إنجاز الاتفاق، خصوصاً أن إنجاز الاتفاق قد يُضعف المتشددين داخل إيران، وأمام من هم أكثر تشدد منهم.
إيران تتعنت بالشروط والمطالب، ومنها مثلاً أن تدفع لهم واشنطن والقوى الغربية أموالاً مجمّدة بسبب العقوبات وقبل الوصول لاتفاق، وترفض مناقشة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة وميليشياتها الإرهابية في المنطقة، وتواصل التخصيب وبدرجات مقلقة، رغم حديث طهران عن مواصلة المفاوضات.
تفعل إيران كل ذلك لتستفيد من عامل الوقت، ففي حال لم ينجَز الاتفاق النووي غير الحريصة عليه تكون طهران وصلت لدرجات من التخصيب تخوّلها إنجاز مشروعها النووي بفرض الأمر الواقع، وتعلن انتصاراً، وحينها على العالم التعامل معها.
وبالنسبة إلى عدم جدية الغرب، وتحديداً أميركا، فإنه يتضح من خلال استجداء واشنطن لعودة إيران إلى طاولة المفاوضات، ودون أي خطوات جادة تُشعر طهران بأن على الطاولة عصا، وليس فقط جزرة.
واشنطن لم تلوّح لإيران باستخدام القوة، وكما بات يطالب «حمائم» الديمقراطيين، ومنهم السفير دينيس روس الذي كتب يقول إن التلويح بالحرب قد يمهد الطريق للمفاوضات. صحيح أننا نسمع من واشنطن تصريحات عن نفاد الصبر، لكنها تصريحات غير جادة ولا حقيقية. وحسب المصادر فإن الأميركيين لم يوصلوا للإيرانيين أي رسالة جادة.
وعليه؛ نحن أمام مفاوضات مضيعة الوقت بين طرفين مختلفين في الاستراتيجية، لكن أهدافهما ضيقة؛ الإيراني يبحث عمّا يسوّقه داخلياً كنصر، سواء من دون اتفاق، ليُظهر أنه لا يلين أمام الولايات المتحدة، أو اتفاق يُظهر واشنطن في وضع المستجدي الضعيف، مما يعزز سطوة الحرس الثوري الذي بات يسيطر على كل المفاصل بإيران.
والطرف الأميركي يريد إنجاز وعد انتخابي، وليكمل الديمقراطيين حلم أوباما، وكذلك إنجاز الانسحاب من المنطقة، والتفرغ لمواجهة الصين وروسيا، وهي وجهة نظر قاصرة، كون إيران حليفاً وثيقاً للصين وروسيا، مما سيتطلب تدخلاً أميركياً!
حسناً، ماذا عن المنطقة؟ للمرة الألف نقول: يجب أن تبقى الأعين مفتوحة على إسرائيل، كونها الطرف المرجح في المفاوضات النووية لأنها القادرة على خلط الأوراق. والملاحَظ اليوم أن القيادة الإسرائيلية باتت تتحدث كأن نتنياهو عاد للسلطة.
مثلاً يقول رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بنيت، إنه «ليس منطقياً أن نطارد مَن ترسلهم إيران عبر فيلق القدس. علينا أن نصل إلى العنوان». مضيفاً: «نأمل ألا يتساهل العالم مع إيران، نحن نواجه فترة معقدة، وقد تكون هناك أيضاً خلافات مع الطيبين، حتى لو كانت هناك عودة للاتفاق النووي، فإن إسرائيل بالطبع ليست طرفاً بالاتفاقية وليست ملزمة بها. لن نكرر الخطأ الذي ارتكبناه بعد الاتفاق النووي الأول في 2015».
لذلك هي مفاوضات مضيعة الوقت في منطقة لا يمكن تجاهل واقعها، ومهما خططت واشنطن، وتحايلت طهران.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران ومفاوضات مضيعة الوقت إيران ومفاوضات مضيعة الوقت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:25 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

منة شلبي توجّه رسالة شكر لجمهور السعودية بعد نجاح مسرحيتها
  مصر اليوم - منة شلبي توجّه رسالة شكر لجمهور السعودية بعد نجاح مسرحيتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon