توقيت القاهرة المحلي 01:51:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرد اللبناني معروف

  مصر اليوم -

الرد اللبناني معروف

بقلم:طارق الحميد

لا أعتقد أن الرد على المطالب التي سلَّمها وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، للمسؤولين اللبنانيين بشأن إجراءات بناء الثقة لإنهاء الأزمة مع الخليج، سيكون بالأمر الذي يصعب التكهن به.
من يتعامل مع الأزمة اللبنانية - اللبنانية يستطيع معرفة الرد، والأسلوب الذي سيصاغ به، وخصوصاَ ملف «حزب الله» الإرهابي وسلاحه، وكذلك تطبيق سياسة «النأي بالنفس».
ما رشح من الورقة التي قدمها وزير الخارجية الكويتي للبنانيين يتضمن، مثلاً، تحديد إطار زمني لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، ومن ضمنها القرار رقم 1559 الذي يدعو إلى نزع سلاح الفصائل الخارجة عن الدولة، أي سلاح «حزب الله».
حسناً، هنا نستطيع معرفة الرد اللبناني بسهولة حيث نقلت «رويترز» عن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، قوله: «لن أذهب لأُنهي وجود (حزب الله)... هذا غير وارد... نحن ذاهبون للحوار».
والحقيقة أننا لا نحتاج إلى مصادر لمعرفة الرد، فقد سبق للوزير اللبناني نفسه أن قال في شريط صوتي بثّته صحيفة «عكاظ» إن «الأميركان كانوا يضغطون بشدة خلال عهد ترمب، وبوجود وزير الخارجية بومبيو، ويطلبون منّا التخلص من (حزب الله)».
مضيفاً: «إنما كيف يمكن التخلص؟ وقلت لهم مرة: ابعثوا 100 ألف مارينز وخلّصونا... بدّكم تحتفلوا والشامبين علينا... أنا ما فيني خلّص من (حزب الله)».
وعليه فمن الواضح أن لبنان غير قادر على التخلص من سلاح «حزب الله»، ولا راغب حتى في خوض المعركة السياسية، وإن طالت، للشروع بتطويق الحزب سياسياً، بل إن بعض ساسة لبنان، ومهما تظلموا، هم من أسهم بتمكين الحزب سياسياً.
وبالنسبة إلى تطبيق سياسة «النأي بالنفس» فقد نقلت «رويترز» عن مصادر مطلعة على مسودة الرد أنَّ لبنان سيقول إنه «لن يكون منطلقاً للتحركات التي تمسّ بالدول العربية»، وإنه ملتزم قولاً وفعلاً بسياسة «النأي بالنفس».
وهذا أمر غير قابل للتطبيق أيضاً بسبب سطوة سلاح «حزب الله»، فمن يستطيع من اللبنانيين أن يوقف الحزب الإرهابي من التدخل في الأزمة السورية؟ أو يمنعه من التدخل في الشأن اليمني؟ ومن سيمنع الحزب من تهريب المخدرات وهو يسيطر على المنافذ اللبنانية؟
الحقيقة أن الرد اللبناني سيكون استمراراً لنهج «تدوير الزوايا» الذي أوصل لبنان لهذه الأزمة الكبرى، ولن تستطيع حكومة لبنانية التصدي لـ«حزب الله» الإرهابي وفقاً للنهج السائد في لبنان اليوم.
وهذه القراءة لا تعني أن دول الخليج تضيّع وقتها في الأزمة اللبنانية، بل تعني أن دول الخليج، وبكل ذكاء، تبني موقفاً خليجياً عربياً، ودولياً، ضد «حزب الله» الإرهابي، وتثبت أن الساسة اللبنانيين غير جادين في حل أزمتهم.
وحتى لو طال أمد بناء موقف حقيقي ضد من تسببوا في أزمة لبنان فإنَّ لحظة الحقيقة قادمة، خصوصاً أننا أمام منعطفات سياسية حادة في المنطقة نتاج ما ستسفر عنه مفاوضات فيينا، والتطورات الجادة على الأرض في اليمن، وأكثر.
وبالنسبة إلى الساسة اللبنانيين فهناك مثل شعبي عميق ينطبق عليهم يقول: «الحجر من الأرض، والدم من رأسك»، حيث سيصبحون ضحايا أنفسهم لا محالة، كما أصبح لبنان ضحيتهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرد اللبناني معروف الرد اللبناني معروف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon