توقيت القاهرة المحلي 21:14:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيينا ومفاوضات الظل

  مصر اليوم -

فيينا ومفاوضات الظل

بقلم:طارق الحميد

يمكن أن نقول إننا أمام نوعين من المفاوضات حول الملف النووي الإيراني؛ فهناك مفاوضات اجتماع فيينا، وهناك ما أسميه مفاوضات الظل لاجتماع فيينا. الأول بحضور إيران، والولايات المتحدة، والقوى الغربية.
أما مفاوضات الظل لاجتماع فيينا فهي التي تقوم بها إسرائيل لإقناع الولايات المتحدة والقوى الغربية، بأنه حان الوقت لاتخاذ مواقف حاسمة ضد إيران من عقوبات اقتصادية، وضربات عسكرية.
وبالطبع لا يمكن التعويل على ما تقوله الإدارة الأميركية الآن، لكن لا بد من قراءة الأحداث وفق ما يصدر من تصريحات، أو يرشح من معلومات، مع ضرورة تذكر المواقف الأميركية المتساهلة من أجل تحقيق اتفاق مع إيران، وبأي ثمن.
مفاوضات الظل هذه التي تقودها إسرائيل تشكل عامل ضغط على كل من واشنطن وطهران، ويبدو أن إسرائيل تحقق تقدماً بذلك، حيث يزور وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الموساد واشنطن لمناقشة الملف النووي.
وتقول وسائل الاعلام الإسرائيلية إن الوزير ورئيس الموساد سيحاولان دفع واشنطن للتحرك عسكرياً ضد مصالح إيرانية، وليس بالضرورة المنشآت النووية، وذلك لإرسال رسالة إلى إيران مفادها أن الإدارة الأميركية جادة بمنعها من الوصول لـ«العتبة النووية».
يأتي كل ذلك بعد أن نقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي كبير، لم تسمه، قوله إن قادة الدفاع بالولايات المتحدة وإسرائيل سيبحثون تدريبات عسكرية محتملة من شأنها التحضير لأسوأ سيناريو ممكن لتدمير المنشآت النووية الإيرانية حال أخفقت الدبلوماسية.
وكذلك إعلان البيت الأبيض، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن الرئيس بايدن باشر «التحضيرات» في حال فشل السبل الدبلوماسية، وبالتالي فإن كل ذلك يعني أن مفاوضات الظل هذه باتت تأخذ منحى جدياً.
حسناً، ماذا عن منطقتنا، وإيران؟ وأين يمكن أن تضرب المصالح الإيرانية؟ من يلاحظ البيانات المشتركة الصادرة عن جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدول مجلس التعاون الخليجي، يجد أن هناك تطابقاً في المواقف من إيران.
هناك مطالب خليجية واضحة بضرورة الوصول إلى اتفاق نووي جاد، ومنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، وكذلك ضرورة التصدي لمشاريع إيران التخريبية في المنطقة، وكذلك التصدي لبرامجها الصاروخية.
وبالنسبة لإيران، وأين يمكن أن تضرب مصالحها، غير المنشآت النووية، فالواضح أن إيران تنهج سياسة حافة الهاوية بالمفاوضات النووية، وعينها على الداخل أكثر من تركيزها على إسرائيل أو أميركا لأنه ليس بمقدور النظام الإيراني أن يكون معتدلاً.
ومصالح إيران في المنطقة موزعة على أربع دول، أو «محور البؤساء»، كما سماه الباحث الأميركي من أصول إيرانية كريم ساجد بور، حيث هناك الميليشيات في العراق، واليمن، ولبنان.
وهذا الأسبوع ذكرت تقارير أن إسرائيل دمرت ثلثي الأسلحة الإيرانية الموجودة في سوريا، وعليه فإن المتوقع أن تكون المصالح الإيرانية المستهدفة أولاً، لإثبات الجدية بالتصدي لإيران، في اليمن، أو العراق.
إلا أنه لا يمكن إغفال ما يمكن أن تقوم به إسرائيل في إيران نفسها سواء عسكرياً أو استخباراتياً، وبالتالي فنحن أمام ما أسميه مفاوضات ظل لاجتماع فيينا، وربما تكون نتائجها أسرع مما هو متوقع من اجتماع فيينا نفسه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيينا ومفاوضات الظل فيينا ومفاوضات الظل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon