توقيت القاهرة المحلي 06:29:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دولة الرئيس... حان وقت القرار

  مصر اليوم -

دولة الرئيس حان وقت القرار

بقلم: طارق الحميد

للمرة الألف، أزمة لبنان مع الخليج والمجتمع الدولي، ليست في تصريحات الوزير جورج قرداحي، الذي اختير للمنصب أساساً بسبب مواقفه المعروفة، بل هي أكبر، ولو استقال قرداحي فماذا عن تصريحات وزير الخارجية التي كشفتها صحيفة «عكاظ» بالصوت؟
أزمة لبنان أعمق وأخطر، وهي في كيفية الحفاظ على ما تبقى من الدولة، وخصوصا اتفاق الطائف. وتظهر أزمة لبنان أكثر بعد تصريحات زعيم «حزب الله».
والقصة ليست ما قاله زعيم الحزب الإرهابي عن السعودية مؤخراً، فهو أقل من أن يؤثر في دولة القرار والاعتدال، وإنما حول حديثه عن عدم استقالة قرداحي، وكل ما يخص الشأن اللبناني، لأن السؤال الآن بات: من هو رئيس الوزراء، حسن نصر الله، أم دولة الرئيس نجيب ميقاتي؟
وما الذي تبقى لهيبة منصب رئيس الوزراء، كون نصر الله لا يملك الثلث المعطل وحسب، بل ويتحكم في رئاسة الوزراء، ومن يبقى من الوزراء ومن يرحل؟ ما الذي تبقى من هيبة رئيس الوزراء وصلاحياته؟
وعليه فإنه حفاظاً على ما تبقى من اتفاق الطائف، وهيبة مقام رئاسة الوزراء، على الرئيس ميقاتي أن يتخذ قراره، وهي بمثابة الفرصة الأخيرة ليس لعودة العلاقات مع السعودية والخليج، بل من أجل الحفاظ على ما تبقى من الدولة اللبنانية.
إذا كان «حزب الله»، المصنف إرهابياً في أكثر من دولة وعاصمة إقليمية ودولية، يختطف لبنان بالسلاح، ويعطل القضاء، ويتدخل في علاقة رئيس الوزراء بوزرائه، فما الذي تبقى؟ وكيف يقبل رئيس الوزراء أن يصبح هذا الحزب مسيطراً على الرئاسات الثلاث؟
وعندما أتحدث عن الخليج، والمجتمع الدولي، فإن هذه ليست مبالغة... خذ مثلاً ما قاله أوليفييه دي شوتر، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان، في مقابلة مع «رويترز».
يقول المقرر الخاص، وبعد أن أمضى مهمة استمرت أسبوعين على الأرض لدراسة الفقر في لبنان: «أنا مندهش جداً من حقيقة أن هذه دولة في طريقها للفشل، إن لم تكن فشلت بالفعل، واحتياجات السكان لم تتم تلبيتها بعد»، مضيفاً، وهنا التوصيف الدقيق للبنان، وساسته، وإرهابيي إيران هناك: «يعيشون في عالم خيالي... وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة لمستقبل البلاد». ولذا يا دولة الرئيس ميقاتي لا بد من موقف، وبمثابة الصدمة، ليفيق كل من في لبنان من عالمهم الخيالي.
والدروس والعبر كثيرة، حيث حاول آخرون مجاراة «حزب الله» ومسايرته، في لبنان على آمل تحقيق مكاسب، ولم يصدموا بالموقف السعودي أو الخليجي، أو حتى الدولي، بل صدموا بالشارع اللبناني نفسه الذي قال بصوت مسموع: «كلن يعني كلن».
ومجرد مسايرة «حزب الله»، أو الخنوع له اليوم، لا تعني تأزيم علاقات لبنان الخارجية، بل تعني تدمير ما تبقى من الدولة، وتحديداً هيبة رئاسة الوزراء ومكانتها، وأنا هنا لا أتحدث عن شق طائفي سني أو خلافه، فضحايا «حزب الله» من كل الطوائف.
المقصود هو أنه للحفاظ على ما تبقى من مكانة رئاسة الوزراء، وليؤخذ هذا المنصب على محمل الجد، وليس التبعية، ولعدم تدمير ما تبقى من الدولة اللبنانية، فإن ملخص القول هو: يا دولة الرئيس ميقاتي... حان وقت اتخاذ القرار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة الرئيس حان وقت القرار دولة الرئيس حان وقت القرار



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon