توقيت القاهرة المحلي 06:21:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واشنطن وعودة الاتحاد السوفياتي!

  مصر اليوم -

واشنطن وعودة الاتحاد السوفياتي

بقلم:طارق الحميد

لا يبدو أن الولايات المتحدة ممسكة بزمام أي ملف من الملفات الكبرى حتى الآن، من الملف الأفغاني إلى الملف النووي الإيراني، إلى الأوكراني، والآن الأزمة في كازاخستان، ويضاف إلى ذلك الاستهداف المستمر في العراق، والحدود السورية.
وقد يقول قائل؛ هذا كله شأن خارجي وغير مهم للأميركي، لكن الأمر نفسه ينطبق على الملفات الداخلية الأميركية، وخصوصاً مع اقتراب الانتخابات النصفية التشريعية هناك، وطريقة التعامل مع «كوفيد 19» داخلياً للآن.
ووسط كل ذلك، يقول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه لا يتوقع أي انفراجة بين بلاده وروسيا في الأزمة الأوكرانية، مضيفاً أن رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي في استعادة الاتحاد السوفياتي تحركه، مع التأكيد أن واشنطن لن تسمح بذلك.
وهنا لا يملك المراقب إلا التعجب، فهل كان البعض في واشنطن يعتقد أن الرئيس بوتين سيسعى إلى أن يكون باحثاً في أحد المراكز البحثية بواشنطن أم رئيساً يسعى إلى تعزيز مصالح بلاده، وأين كانت!
الرئيس جو بايدن استهل حكمه في مثل هذا الشهر العام الماضي واصفاً الرئيس بوتين بـ«القاتل»، وذلك خدمة لمطالب انتخابية، لكن الولايات المتحدة أمضت عاماً دون تحقيق نتائج، وهي تحاول الوصول إلى حوار يفضي إلى تعاون مع الروس.
وصف الرئيس بايدن نظيره الروسي بـ«القاتل» وهو يحتاج التعاون معه في سوريا، والملف الإيراني، وأوكرانيا، وما يتعلق بـ«الناتو»، والآن الملف الكازاخستاني، وانتهينا إلى اتهام بوتين برغبته في استعادة الاتحاد السوفياتي. حدث كل ذلك في عام، وها هي الإدارة تشارف على الاقتراب من الانتخابات النصفية التي من شأنها تقييد الإدارة بملفات عدة داخلية وخارجية.
وحتى عندما ألقى الرئيس بايدن خطاب ذكرى اقتحام المقارّ التشريعية في واشنطن العام الماضي، سخره للهجوم المكثف على الرئيس السابق دونالد ترمب، وكان هجوم بايدن هذا بمثابة تدشين حملة ترمب مجدداً وأتباعه من الجمهوريين.
وعليه، وبعد عام من تولي الإدارة الأميركية الجديدة للرئاسة، ومع اقتراب الانتخابات النصفية الأميركية، الواضح أن واشنطن لا تملك للحظة زمام أي ملف من ملفات المنطقة، التي تؤثر فيها، وبمحيطها.
حيث وقعت الإدارة الأميركية في نفس الفخ الذي كانت تهاجم بسببه الرئيس ترمب أنه لا يجيد التفاوض، ولا ردّ الاعتبار لسمعة أميركا في العالم، وأكبر مثال على ذلك ملف المفاوضات النووية في فيينا مع إيران.
ويكفي تأمل التصريحات الإسرائيلية التي باتت تعلن صراحة أنها غير ملتزمة، أو معنية، بما سيصدر من مفاوضات فيينا، وكذلك مواقف دول منطقتنا التي تحذر من اتفاق منقوص يمنح إيران ما لا تستحق.
وفوق كل ذلك، كيف وجدت واشنطن نفسها على عدة جبهات مع الروس الذين استوعبوا الأزمة في واشنطن، وباتوا يتحركون على الأرض لفرض واقع، وخصوصاً في مناطق نفوذهم غير مكترثين بتصريحات واشنطن.
كل ذلك يقول لنا إن الإدارة الأميركية مقبلة على عام لا يقلّ صعوبة عن العام السابق، ودون تحقيق نتائج حقيقية في ملفات عدة، وهذا يعني مزيداً من الصعوبات والتعقيدات، وبالطبع الأزمات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن وعودة الاتحاد السوفياتي واشنطن وعودة الاتحاد السوفياتي



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 08:38 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس
  مصر اليوم - تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 22:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»
  مصر اليوم - روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل

GMT 23:14 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

أسعار الحديد في مصر اليوم السبت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon