توقيت القاهرة المحلي 06:20:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصمت الدولي الانتقائي!

  مصر اليوم -

الصمت الدولي الانتقائي

بقلم:طارق الحميد

حسناً فعل، ويفعل، تحالف دعم الشرعية في اليمن بالكشف عن حجم التورط الإيراني، ومعه تورط «حزب الله»، في ارتكاب الجرائم من خلال دعم الحوثيين في اليمن، واستهداف الملاحة البحرية، وأكثر.
المعلومات الاستخباراتية المدعومة بالصوت والصورة، التي كشفها ويكشفها للمرة الثانية في أسابيع معدودة المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي، مهمة جداً ليس لدى الرأي العام السعودي، أو اليمني، أو حتى العربي، بل وللمجتمع الدولي.
المؤكد أن تلك المعلومات تتم مشاركتها مع حلفاء، وشركاء أمنيين، لكن إعلانها بهذا الشكل، ووسط تحركات على الأرض في اليمن لدحر الحوثيين من مناطق عدة، وفي توقيت المفاوضات التي هي أشبه بطلاسم في فيينا حول الملف النووي الإيراني، يكون أمراً مهماً.
الكشف عن حجم التورط الإيراني في اليمن، ومعه «حزب الله» الإرهابي، هو بمثابة رسالة للمجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة للقول: وماذا بعد؟ إلى متى هذا الصمت الدولي حيال التدخلات الإجرامية الإيرانية باليمن؟
والقصة ليست اليمن وحده، بل أمن السعودية، وكذلك أمن الملاحة البحرية الذي يعني تهديداً للمجتمع الدولي ككل، وهذا الأمر ليس مسؤولية تحالف دعم الشرعية في اليمن، أو السعودية، والتحالف العربي، ولا دول المنطقة وحدها، بل مسؤولية العالم ككل.
وعليه فإن الكشف عن حجم التورط الإيراني سواء بتسليح الحوثيين وتدريبهم ومساعدتهم على استهداف السفن وقرصنتها، أو استهداف المناطق الآمنة بالطائرات المسيرة، والصواريخ الباليستية ليس فضحاً لإيران وحدها، وإنما للصمت الدولي أيضاً.
هذا الصمت الانتقائي، والمريب، كونه يتغاضى عن حجم الجرائم الحوثية والإيرانية هو ما يشجع الحوثيين على التمادي في جرائمهم، وهو ما يدفع الإيرانيين أيضاً للاستمرار باستهداف أمن المنطقة، وكذلك أمن الملاحة البحرية.
هذا الصمت الدولي الانتقائي هو ما شجع الحوثيين على رفض الحلول السياسية، وإظهارهم في لحظات كطرف مظلوم، وخصوصاً في قصة مطار صنعاء وغيرها من أكاذيب حقوق الإنسان التي لا صلة لإيران، أو الحوثيين بها من قريب أو بعيد.
والآن رأينا، ورأى المجتمع الدولي، وبالأدلة الدامغة، صوتاً وصورة، كيف يستخدم مطار صنعاء، مثلاً، أو المدارس والمستشفيات والموانئ للتهريب وإطلاق المسيرات، وكمنصات للصواريخ الباليستية.
وعليه فإن المفترض، وهذا المؤمل، أن يكون الكشف عن هذه المعلومات الاستخباراتية المهمة بمثابة تحفيز لكسر الصمت الدولي عن الجرائم الإيرانية في اليمن، وتحفيز للأمم المتحدة باتخاذ مواقف أكثر جدية، ولو بالتصريحات.
كما يجب أن تكون تلك المعلومات، وبالتأكيد أن ما خفي أعظم وأهم، دافعاً لتحرك الولايات المتحدة تحديداً لإعادة الحوثيين على قوائم الإرهاب، والتحرك دولياً لاتخاذ مواقف أكثر صرامة لحفظ الملاحة البحرية.
ويفترض أن يكون ذلك دافعاً لضرورة بحث صواريخ طهران الباليستية، وكذلك ميليشياتها الإرهابية في المنطقة، وتحديداً في أربع عواصم عربية، في مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني.
أي تفاوض مع إيران من تضمين لميليشياتها الإرهابية، أو الصواريخ الباليستية والمسيرات، سيكون بمثابة إضاعة للوقت، وتهديد لأمن المنطقة ككل وتعريضه للخطر، وكما تفعل إيران الآن في اليمن من خلال جماعة الحوثي الإرهابية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصمت الدولي الانتقائي الصمت الدولي الانتقائي



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 08:38 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس
  مصر اليوم - تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 22:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»
  مصر اليوم - روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل

GMT 23:14 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

أسعار الحديد في مصر اليوم السبت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon