توقيت القاهرة المحلي 07:27:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ولي العهد ومرحلة خليجية جديدة

  مصر اليوم -

ولي العهد ومرحلة خليجية جديدة

بقلم : طارق الحميد

استهلّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، جولة خليجية بزيارة سلطنة عمان تليها زيارات لباقي دول المجلس، وكانت لافتةً الحفاوةُ التي استُقبل بها ولي العهد السعودي في مسقط، حيث كسر السلطان هيثم بن طارق البروتوكول باستقباله الأمير محمد في المطار.
والسؤال هنا هو: هل نحن أمام جولة «أخوية» عادية أم مجرد زيارة بروتوكولية؟ التوقيت والأحداث يقولان لنا إن زيارة ولي العهد لدول الخليج ليست بالعادية، ولا لحلحلة صعوبات في المنطقة، وإنما جولة تعميق المصالح الخليجية.
معروف أن المجلس، ومنذ تأسيسه، مرّ بأزمات عاصفة، أكبرها احتلال العراق للكويت، وحتى الخلاف الخليجي - الخليجي الذي كاد يعصف بالمجلس، وانتهى باتفاق العلا المعروف.
اليوم تأتي الزيارة والمنطقة على صفيح ساخن مرشح لمواجهة أزمة غير كل الأزمات، وذلك على خلفية الملف النووي الإيراني المفتوح على كل الاحتمالات، وأفضلها سيئ.
إلا أن طبيعة الزيارة تُعرف من طبيعة الزائر نفسه، الأمير محمد بن سلمان، فهو رجل أفعال لا أقوال، وقائد واضح، يصل لكل عاصمة خليجية وأمامه منجزه، تحت قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أولاه مهمة التغيير في السعودية.
يصل ولي العهد للعواصم الخليجية ونتائج أعماله شاخصة أمام المعنيين، وبالتالي فهو زائر لا يبحث عن الصور، وإنما الإنجازات، ومعروف عنه أنه يسابق الزمان للتطوير، ولغته لغة أرقام.
وعليه فإن المتوقع من هذه الجولة، وكما ظهر بزيارة سلطنة عمان، أن الأمير محمد يريد نقل علاقات المجلس إلى مرحلة تعميق المصالح من خلال تعزيز المشاركة الاقتصادية، وجعل علاقة المجلس أكبر من علاقة تنسيق أمني.
نعم تعرض المجلس لخطر الخلاف الخليجي - الخليجي، لكن بعد اتفاق العلا تحركت السعودية لتعزيز الشراكة الخليجية - الخليجية لتكون علاقة مصالح، وهذا ما يهم أبناء المجلس.
نهج ولي العهد السعودي يقول إن المصالح، وإن كانت متغيرة، حالها حال السياسة، إلا أنها هي ما يعقلن التباينات، ويسهّل لغة الحوار، لذا توّجت زيارة الأمير محمد بن سلمان لعُمان بتوقيع اتفاقيات مهمة، وقبلها كان تأسيس مجالس الشراكات مع دول خليجية، وكذلك العراق.
صحيح أن هناك خلافات في المنطقة، بل أزمات، لكنّ الواضح منذ ثلاثة أعوام أن السعودية اتجهت للتعامل بآليات مختلفة مع الأزمات، حيث توضع كل أزمة في حجمها الطبيعي مع ضمان الاستمرار وفق المصالح.
ولي العهد السعودي يزور دول الخليج وبلاده ورشة عمل مستمرة بقيادته، ومن ينظر لحجم ما أنجزه ولي العهد بالسعودية، يعي أنه ليس لدى هذا القائد وقت ليضيعه بالمجاملات.
ولذا فإن زيارة ولي العهد هي بمثابة الانتقال بعلاقات دول المجلس إلى مرحلة المصالح التي تجمع، خصوصاً أن السعودية تستضيف الأسبوع القادم قمة مجلس التعاون الخليجي.
وكل عاقل يدرك أهمية هذا المجلس، ويدرك، مثلاً، أن الاستقبال والحفاوة اللذين استُقبل بهما ولي العهد السعودي من السلطان هيثم بن طارق لم يكونا مجاملة، بقدر ما أنهما بمثابة إعلان رسمي لمرحلة جديدة عنوانها ترسيخ المصالح، وهذا الأهم، وهذا ما فعله ويفعله الأمير محمد بن سلمان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولي العهد ومرحلة خليجية جديدة ولي العهد ومرحلة خليجية جديدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon