توقيت القاهرة المحلي 04:57:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرتزقة

  مصر اليوم -

المرتزقة

بقلم:طارق الحميد

قالت المخابرات الروسية، الأسبوع الماضي، إن الغرب يستعين بمقاتلين من منطقة الشرق الأوسط في أوكرانيا، وقبل يومين قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن الروس يستعينون بمقاتلين من سوريا في أوكرانيا.
ونشر رجل الشيشان القوي رمضان قديروف، المتمرد السابق الذي تحول حليفاً للكرملين، مقاطع فيديو لمقاتلين شيشانيين في أوكرانيا، وقال إن بعضهم قُتلوا في المعارك، حسبما نشر موقع «سكاي نيوز» العربية.
كما نقل الموقع نفسه سفر عشرات آلاف المتطوعين إلى أوكرانيا للانضمام إلى قواتها، دون تحديد جهة قدومهم، وذلك وفقاً لوزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا. والسؤال الآن هو: مَن نصدق؟
سألت متخصصاً في المنطقة وأجابني قائلاً: «كلا الطرفين يجند ميليشيات». حسناً، لماذا من منطقة الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا، وليست ذات طابع ديني إسلامي؟ الإجابة: «إذا لم تكن الارتزاق» فما الذي يمكن أن نسميه!
وبالطبع فإن المعلومات بهذا الصدد شحيحة، وكما يقال فإن «أولى الضحايا في الحروب هي الحقيقة»، وحجم البورباغندا الغربية والروسية عالية جداً، وجزء من المعركة هي معركة إعلامية استُخدمت فيها كل الأدوات حتى «سناب شات» وتطبيق «تيك توك».
وعليه فإن ما يهمنا هو قصة نقل المقاتلين، والوصف الأدق لهم، وأياً كانت الدوافع «المرتزقة» لأن منطقتنا عانت مطولاً من هذا الارتزاق، وتحت شعارات مختلفة، ويكفي ما تفعله إيران ومرتزقتها بدولنا العربية، من اليمن إلى سوريا مروراً بالعراق، وبالطبع لبنان.
ويكفي أن نذكر أنه سبق لزعيم «حزب الله» الإرهابي أنْ لوّح باستخدام مائة ألف مقاتل مستعدين للمعارك، وليس من لبنان فقط، حيث قال نصاً: «أحدثك فقط عن اللبنانيين»، وبالطبع فإن جميعهم إرهابيون، سواء كانوا شيعة أو سنة.
الأهم في قصة المرتزقة هذه، سواء كانوا مع الغرب أو روسيا، أنها تستحق الكثير من المتابعة والرصد والمزيد من التفاصيل لمعرفة هوياتهم ومناطقهم وخلفياتهم الفكرية، ودوافعهم.
والتجارب علّمتنا أن النتيجة الحتمية ستكون عودتهم للمنطقة بعد أن تضع الحرب أوزارها، مما يعني موجة إرهاب جديدة قادمة في المنطقة، أو زعزعة استقرار دول عربية أخرى، والدوافع والمبررات حاضرة، وكذلك التمويل، خصوصاً إذا تم رفع العقوبات عن إيران.
نعم مهمة الإعلام تقصّي ذلك، لكنها أيضاً مهمة الأجهزة الأمنية في منطقتنا للتعاون مع الإعلام، وتسريب المعلومات لتوعية الرأي العام بخطورة دور المرتزقة، وأياً كان عددهم.
صحيح أن واشنطن تسرِّب، وكذلك روسيا، وربما العواصم الغربية، لكن تسريباتهم هذه تأتي بدوافع الحرب الإعلامية، أما منطقتنا فإن دافعها التوعية، والتحصين الفكري. وبالنسبة للرأي العام فلا بد من تذكيره دائماً بالنتائج الوخيمة لاستخدام المرتزقة.
وأعتقد أن منطقتنا باتت أكثر وعياً الآن بخطورة المقاتلين المتنقلين، ويكفي أن بمقدور المرء أن يصفهم بالمرتزقة، الآن، من دون خشية تكفير، أو غيرها من المزايدات التي أُغرقنا بها طوال العقود الأربعة الماضية.
ومن الضروري ترسيخ مصطلح «المرتزقة» ويضاف لها أيضاً «المرتزقة الإرهابيين» لأن من يذهبون للقتال يُستغلون سياسياً، وهم يعون ذلك، ويتم تمويلهم وتسليحهم لخدمة أجندات لا علاقة لها لا بالدين ولا الوطن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرتزقة المرتزقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon