توقيت القاهرة المحلي 04:57:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الحاج» روبرت مالي

  مصر اليوم -

«الحاج» روبرت مالي

بقلم:طارق الحميد

نقلت وكالة «رويترز» عن كبير المفاوضين النوويين الأميركيين المبعوث الخاص لإيران، روبرت مالي، قوله إنه من غير المرجح أن تتوصل بلاده لاتفاق مع إيران في فيينا، ما لم تُفرج طهران عن أربعة مواطنين أميركيين تحتجزهم رهائن.
ويقول مالي في مقابلة مع «رويترز»: «إنهما -قضيتان- منفصلتان ونحن نتابع كلتيهما، لكنني أقول إنه من الصعب للغاية بالنسبة لنا أن نتخيل العودة إلى الاتفاق النووي بينما تحتجز إيران أربعة أميركيين أبرياء»!
حسناً، هل نحن إزاء تصريح سياسي عقلاني، أم تصريح مستفز لمنطقتنا بأكملها؟ صحيح أن المبعوث الأميركي يراعي مصالح بلاده، ولو أحسنّا الظن لقلنا إنها قصة إنسانية، لكن ماذا عن منطقة بأكملها تعاني من الإرهاب الإيراني؟
في واشنطن يطلق على روبرت مالي «الحاج» مالي، ولا يمكن إلا الإقرار بذلك، فهل يُعقل أن يتحدث «الحاج» مالي عن أربعة أسرى ويتجاهل أربع عواصم عربية دُمِّرت بسبب إيران؟
هل يُعقل أن يتحدث «الحاج» مالي عن أربعة أسرى وصنعاء وبيروت ودمشق تحت سيطرة الميلشيات الإيرانية، بينما بغداد تقاتل من أجل كسر الطوق الإيراني، وميلشيات طهران؟
هل يُعقل أن يتحدث «الحاج» مالي عن أنه لا يمكن إتمام اتفاق نووي مع إيران بسبب أربعة أسرى بينما الصواريخ الباليستية الإيرانية، والمسيّرات، تهدد أمن السعودية والإمارات والعراق، وأكثر؟
أمر لا يصدَّق، ولا يمكن تفسيره سياسياً إلا بالعجز والفشل، ولن أقول الرغبة بالاستفزاز، لكنه استهتار بكل معنى الكلمة. وقد يقول قائل إن «الحاج» مالي مسؤول عن خدمة المصالح الأميركية. وهذا صحيح، لكن أمن المنطقة من ضمن المصالح الأميركية. وأبسط مثال استهداف الحوثيين لقاعدة «الظفرة» بأبوظبي وفيها قرابة ألفي جندي أميركي.
ونهج المفاوضات الأميركية - الإيرانية حيال الملف النووي في فيينا لا يخدم حتى مصالح واشنطن، ولا يحظى بتأييد ليس كل الأميركيين، بل لا يحظى حتى بتأييد جميع أفراد الفريق التفاوضي الأميركي هناك.
ومؤخراً كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن خلافات بين الفريق التفاوضي الأميركي في فيينا نتج عنها ترك عضو كبير بفريق التفاوض مع إيران منصبه، وهو ريتشارد نيفيو، نائب المبعوث الأميركي الخاص بإيران.
وعليه فإن الاعتراض على النهج الأميركي في فيينا، وتحديداً نهج «الحاج» مالي، جاء من نائب المبعوث الأميركي الخاص لإيران، وليس أحداً آخر!
ولذا فإن الفشل الأميركي في التعامل مع إيران ليس مسألة وجهة نظر، وإنما الخطر فيه هو أنه يفتح باب التسلح النووي على مصراعيه في المنطقة، ويهدد الأمن البحري، وأمن واستقرار كل دول المنطقة.
الفشل في التعامل مع إيران يهدد بانهيار المشروع العراقي لبناء دولة قانون، ويهدد بانهيار لبنان، وتلاشي ما بقي من سوريا، وإحراق اليمن، مما يعني إشعال فتيل حروب طائفية ستكون كارثية على المنطقة وأوروبا من ناحية اللاجئين، وأكثر.
هذا عدا عن تهديد أمن واستقرار دول مهمة لاستقرار المنطقة، وتحديداً السعودية والإمارات، ولا مصلحة لأحد في أن تخوض الرياض وأبوظبي حروباً ستؤثر على المنطقة كافة، والاقتصاد الدولي.
تصريح «الحاج» مالي مستفز، ولا ينمّ عن رؤية سياسية يمكن الوثوق بها إطلاقاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الحاج» روبرت مالي «الحاج» روبرت مالي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon