توقيت القاهرة المحلي 13:16:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أفغانستان وإيران... الخطأ الصحيح!

  مصر اليوم -

أفغانستان وإيران الخطأ الصحيح

بقلم : طارق الحميد

مع عودة «طالبان» للحكم دون طلقة رصاصة واحدة، حيث تم الانسحاب الأميركي من أفغانستان بجرّة قلم، وفق الاتفاق الذي تم في قطر، باتت لـ«طالبان» حدود متاخمة من شرق إيران ولمسافة قرابة 950 كلم.
وطوال الأعوام العشرين الماضية نعمت إيران بسنين، وليس شهر عسل، عبر تلك الحدود الإيرانية - الأفغانية حيث شكّل الاحتلال الأميركي لأفغانستان تأميناً للحدود الأفغانية الإيرانية، كما نعمت إيران بنفس الأمر على الحدود العراقية - الإيرانية.
وطوال الأعوام العشرين الماضية والولايات المتحدة تحدّ إيران من الشرق حيث أفغانستان، وتحدّها أيضاً من الغرب حيث العراق بحدود 1458 كلم، وكانت إيران المستفيد الوحيد، لكن اليوم انقلبت الطاولة.
من الشرق لإيران عادت «طالبان»، كما أسلفنا من دون طلقة رصاصة، وبالتالي الآن هناك الأوضاع المأساوية في أفغانستان التي من شأنها الضغط على إيران من ناحية اللاجئين، وهناك الخلاف العَقَدي، وغيره.
صحيح أنه ليس في السياسة قواعد تواصُل على أُسس عَقَدية، لكن العلاقة بين «طالبان» وإيران تحاط بخلافات حقيقية، وقد تتصاعد، ولتتضح الصورة فإن القصة هنا ليست «طالبان» فحسب، بل إن أي فوضى في أفغانستان من شأنها بث القلق في إيران.
حسناً، ماذا لو انسحب الأميركيون من العراق؟ مَن يضمن ما الذي سيخلّفه ذلك الانسحاب؟ ومَن يضمن الطريقة التي ستنسحب بها القوات الأميركية؟ ومَن سيضمن ما الذي سيحدث بعد ذلك هناك؟
هل تهتز الحكومة المركزية العراقية؟ هل يعود التطرف؟ هل تتحرك بقايا «البعث» مستلهمين عودة «طالبان»؟ ربما يرى القارئ أن هذه الأسئلة هي عبارة عن مبالغات، لكن الأكيد، وحسبما سمعته من مصادر، فإن طهران تفكر هكذا، وتشعر بالقلق.
تعودت إيران طوال الأعوام العشرين الماضية على أمن حدودها مجاناً، بل بطريقة طريفة، حيث أمّن الأميركيون حدود إيران من ناحية الشرق والغرب، وتفرغت إيران لمناكفة الأميركيين، وكانت تتمنى رؤية هزيمتهم واستغلت وجودهم، لكنّ طهران تعي توابع خروجهم.
اليوم على إيران أن تؤمّن حدودها مع أفغانستان، وبعدها حدودها مع العراق، وبات عليها أن تعاني من توابع اللعبة التي أدمنتها في المنطقة، حيث كانت طهران طوال الأعوام العشرين الماضية تلعب لعبة «قبضة الحدود» هذه.
فعلتها إيران مع إسرائيل من ناحية جنوب لبنان، وفعلتها مع دول الخليج من ناحية العراق، ثم من ناحية اليمن، وفعلتها مع العراق أيضاً من ناحية الحدود السورية - العراقية، واليوم باتت إيران نفسها ضحية لعبة «قبضة الحدود» هذه.
وعليه هل كان الانسحاب الأميركي من أفغانستان لتواجه إيران فاتورة أمنها واستقرارها، ولتتذوق من نفس الكأس؟ أشك، حيث لا استراتيجية أميركية واضحة، والإدارة الأميركية أساساً عاجزة عن الدفاع عن موقفها الآن.
ولذا فقد يكون الخطأ الأميركي هذا هو الأمر الوحيد الصواب بالانسحاب من أفغانستان ثم العراق... نعم ستكون هناك فوضى، لكن لن تنجو منها إيران، وطهران تعي ذلك وتشعر به، خصوصا أن الإيرانيين لعبوا مطولاً في المنطقة، وبعيداً عن أراضيهم، والآن النار على حدود إيران.
خلاصة القول: انتهت سنوات النوم في العسل، حدودياً، بالنسبة إلى إيران.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفغانستان وإيران الخطأ الصحيح أفغانستان وإيران الخطأ الصحيح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon