توقيت القاهرة المحلي 09:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السُّم الإيراني

  مصر اليوم -

السُّم الإيراني

بقلم - طارق الحميد

عندما أعلن آية الله الخميني، عام 1988، قبول قرار وقف الحرب مع العراق، قال حينها في خطابه للإيرانيين إن القرار كان «بمثابة تجرع كأس السم»، لكن اليوم تتجرع فتيات إيران سمّاً حقيقياً إيرانياً لوقف الاحتجاجات المستمرة هناك.
حيث أعلن عن تعرض قرابة 900 طالبة إيرانية لتسمم عبر الجهاز التنفسي في عدة مدارس، وبمدن مختلفة، وانحصرت الرواية في إيران بثلاثة سيناريوهات حول عمليات التسمم الجماعية هذه.
وتقول الروايات التي يرددها بعض المسؤولين في إيران، ووسائل الإعلام المحسوبة على النظام، باحتمال أن يكون الجناة من «المتطرفين الدينيين» الذين يهدفون إلى إغلاق مدارس الفتيات، خصوصاً بعد تكرار تسمم طالبات المدارس في قم التي شهدت أولى الحالات.
ويقال إن هناك اعتقاداً بأن هناك من يريد إغلاق جميع المدارس، خصوصاً مدارس الفتيات. بينما السيناريو الثاني هو اتهام المعارضة، من أجل تأجيج المظاهرات. والسيناريو الثالث هو اتهام «الأعداء في الخارج».
ويبدو أننا أمام عملية دعائية إيرانية معروفة، فالحديث عن «المتطرفين الدينيين» هو مخاطبة للغرب بأن إيران أيضاً تعاني من المتشددين. والحديث عن «المعارضة» هو لمخاطبة شريحة الصامتين أمام هذه المظاهرات. والحديث عن «الأعداء في الخارج» هو لمخاطبة قواعد الملالي، وتحفيزهم.
وبالعودة لعمليات التسمم الجماعي هذه فإنها تشير لنقاط خطرة يجب التوقف عندها، وأبرزها أن النظام في طهران يحاول أن يروج الآن فكرة «المتطرفين الدينيين»، كما روج من قبل فكرة «المتشددين» و«المعتدلين»، وهي الكذبة الأشهر منذ الثورة الإيرانية.
والسؤال هنا ليس عن الفرق بين نظام الملالي ونظام «طالبان» الذي منع تعليم الفتيات بأفغانستان، بل ما الفرق بين نظام الملالي و«المتطرفين الدينيين» المتهمين الآن بتسميم الفتيات الإيرانيات؟ أعتقد أن لا فرق، بل هم جزء من المنظومة.
والأمر الآخر الخطير هنا هو إذا كان «المتطرفون الدينيون» يرشون مادة لتسميم الطالبات الإيرانيات العزل، فما الذي يمكن أن يفعلوه بحق المنطقة لو تمكنت إيران من الوصول إلى السلاح النووي؟
ويكفي أن نتساءل عما فعله هؤلاء «المتطرفون الدينيون» الذين استخدمتهم إيران ميليشيات في سوريا بحق السوريين، خصوصاً أن عمليات استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا بلغت قرابة 38 مرة بحق السوريين العزل.
وعليه فإن عملية تسميم الطالبات الإيرانيات هذه هي بمثابة دليل ملموس، ومؤشر لما يمكن أن يفعله نظام الملالي من أجل الهروب للإمام، وبحق الشعوب الإيرانية، فكيف إذا حصل النظام على السلاح النووي؟
التجارب مع النظام الإيراني، وطوال أربعة عقود، تظهر أن النظام لم يتوان يوماً عن استخدام كل الوسائل غير الشرعية من أجل ترسيخ نظام حكمه، وتوسيع نطاق نفوذه في المنطقة من اليمن إلى لبنان، ومن العراق إلى سوريا.
كل ذلك يقول إنه لا بد من لحظة محاسبة حقيقية للنظام الإيراني، وهي اللحظة التي تأخرت مطولاً، وآن الأوان لاتخاذ موقف دولي حقيقي تجاه الملالي الذين تجاوزوا كل اللامعقول من الجرائم، وآخرها الطائرات المسيّرة التي تقتل الأوكرانيين، والآن السم الذي يقتل الإيرانيات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السُّم الإيراني السُّم الإيراني



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon