توقيت القاهرة المحلي 19:07:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدولة دولة... والفصائل فصائل

  مصر اليوم -

الدولة دولة والفصائل فصائل

بقلم : طارق الحميد

يا له من أسبوع حافل، أو قل عشرة أيام حافلة بالأحداث، والمفاجآت، وكل منها يستحق أن يُفرد له مقال مخصص، لكن جميع تلك الأحداث تقول إن الدولة دولة، والفصائل فصائل.
عدّ معي عزيزي القارئ: لقاء إماراتي - تركي في أنقرة، تلاه اتصال هاتفي بين البلدين على مستوى ولي عهد الإمارات والرئيس التركي. ولقاء مصري - قطري في العراق، وإماراتي - قطري كذلك في بغداد.
وهناك قمة بغداد، والخطاب المصري، والسعودي، خطاب الدولة والمستقبل، خصوصاً عندما خاطب الرئيس عبد الفتاح السيسي العراقيين. وأياً كانت نتائج قمة بغداد يكفي مستوى الحضور؛ الحلفاء والخصوم، المعتدلون وأسباب زعزعة الاستقرار في المنطقة، أي إيران.
في بغداد رأينا كيف حجّم رئيس الوزراء العراقي الميليشيات وكان هو نجم الحدث، وقائد العراق الدولة، واجتمع هناك الحلفاء والخصوم، وذلك لأن الاجتماع كان اجتماع دولة، وليس اجتماع فصائل وجماعات.
ومن ناحية أخرى هناك اللقاء السري الذي أُعلن عنه في رام الله بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، وهو اللقاء الذي هاجمته الفصائل الفلسطينية.
وعليه فإن التحركات واللقاءات المشار إليها أعلاه جميعها تؤكد لنا أن الدولة دولة والفصائل فصائل. وهنا قد يقول قائل: وماذا عن الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وتسليم الحكم لـ«طالبان»؟
وهو سؤال وجيه ومستحق، ولذا فإن الإجابة نفسها: الدولة دولة والفصائل فصائل، تنسحب أميركا أو تُهزم، ولنسمِّها ما نشاء، لكنه منطق الدولة الذي يحسب الأرباح والخسائر، والمصالح الوطنية، وفن الممكن.
بينما تبقى أفغانستان - «طالبان» تفاخر بأنها قاهرة الغزاة، لكن لا يمكن أن تفاخر ببناء دولة، وهذا أمر متروك لقادم الأيام، في حال كانت تريد «طالبان» أن تبني دولة، أو «دار ضيافة» للإرهابيين من كل مكان، والصور تقول إن مفهوم الدولة لا يزال بعيد المنال.
الأمر نفسه ينطبق على إيران التي رأينا وزير خارجيتها ببغداد يتحدث عن قاسم سليماني وأبو المهندس، وقدم نفسه أمام الحضور والعراقيين بشكل بعيد عن الدبلوماسية التي يُفترض أن يمثلها، بينما تحدث الرئيس المصري ووزير الخارجية السعودي، عن الدولة، والبناء، والاستقرار.
ولذا فقد رأينا كيف بدأت المنطقة تتواصل على مستوى الدول بينما خفتت أصوات الجماعات، مثل الإخوان المسلمين، وتحديداً في العلاقات العربية التركية، وبقي إعلاميي الدكاكين المؤجرة في حيرة يبحثون عن «دكان» جديد.
ورأينا كيف عادت الفصائل إلى حجمها عندما قرر الرئيس الفلسطيني لعب السياسة مع إسرائيل. صحيح أنه بمقدور الفصائل إفساد أي لقاء للسلطة مع إسرائيل بإطلاق صاروخ، لكنها لا تستطيع بناء دولة، ناهيك بإدخال الرواتب «المنحة» إلى غزة دون موافقة إسرائيلية، وتنسيق مع محمود عباس!
كل ما سبق يُظهر أنه عندما تتحرك الدول تتقزم الجماعات والفصائل، وهذا ليس تبسيطاً، حيث تبقى الصراعات والأزمات، لكن لا تغيب الدولة، وإن ارتبكت.
الخلاصة هنا هي: نعم للمواقف الحاسمة، وعدم التهاون، لكن لا للانزواء، والقطيعة التامة لأن السياسة فن الممكن، والحوار والمبادرة، وحتى مع الأعداء. والمهم، والأهم، أن تكون كل التحركات وفق منطق أن الدولة دولة، والفصائل فصائل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة دولة والفصائل فصائل الدولة دولة والفصائل فصائل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
  مصر اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 20:12 2024 الخميس ,15 آب / أغسطس

عمر كمال يوجه رسالة مؤثرة لأحمد رفعت

GMT 10:00 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

إصبع ذكي يعيد حاسة اللمس للاصابع المبتورة

GMT 23:53 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مصمم مغربي يطرح تشكيلة راقية من القفطان الربيعي لموسم 2016

GMT 05:09 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

توثيق ازدهار ونهاية مؤسس "داعش" أبو مصعب الزرقاوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon