توقيت القاهرة المحلي 10:44:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نتنياهو يغير «حزب الله»

  مصر اليوم -

نتنياهو يغير «حزب الله»

بقلم : طارق الحميد

في خطابه التلفزيوني المسجل، بعد «ضربة البيجر» التي تلقاها حزبه يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، قال حسن نصرالله، وبنبرة مكسورة: «إننا عقلانيون»، حيث أقر بالتفوق التكنولوجي لإسرائيل، ومبرراً ذلك بأن خلفها الولايات المتحدة والغرب، و«الناتو».

كما أكد نصرالله أن تفجيرات «ضربة البيجر» كانت «بالنسبة لنا ثقيلة ودامية، وكانت امتحاناً كبيراً لنا»، مضيفاً: «لا شك أننا تعرضنا إلى ضربة كبيرة أمنياً وعسكرياً غير مسبوقة في تاريخ المقاومة وغير مسبوقة في تاريخ لبنان».

وتعهد نصرالله بالرد قائلاً: «بالنسبة للحساب العسير، فالخبر هو فيما سترونه لا فيما ستسمعون ونحتفظ به في أضيق دائرة»، إلا أن حزبه تلقى بعد خطابه ضربة قاصمة، حيث صفت إسرائيل قيادات فرقة الرضوان باجتماع في قلب الضاحية.

هذه الضربات الإسرائيلية المتتالية على «حزب الله»، وخلال ثلاثة أيام، تقول لنا أمراً واحداً، وهو أن بنيامين نتنياهو لم يغير الوقائع على الأرض في غزة وحسب، بل إنه يغير في شكل وتركيبة «حزب الله».

كما أنه، أي نتنياهو، يغير؛ ليس قواعد الاشتباك في لبنان، وإنما قواعد الحرب بكل المنطقة، حيث الاستخدام الوحشي للآلة العسكرية، ولعب كل أوراقه الاستخباراتية المؤثرة، من خلال استهداف قيادات كان يُعتقد أنهم خطوط حمراء.

حدث ذلك باغتيال إسماعيل هنية في طهران، وكذلك صالح العاروري، من «حماس»، وقيادي «حزب الله» فؤاد شكر، وبقلب الضاحية، والخميس الماضي، قامت إسرائيل بتصفية قيادات «الرضوان»، وعلى أعلى مستويات.

نعم فارق التكنولوجيا واضح بين إسرائيل وخصومها، لكن فارق القوة واضح أيضاً، وحجم الدعم الدولي لإسرائيل أكثر وضوحاً، خصوصاً واشنطن، التي أعلنت عن إرسال حاملة الطائرات «ترومان» إلى قبالة الساحل اللبناني.

والقصة ليست أفعالاً وحسب، بل إن هناك تصريحاً لافتاً لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أمس (السبت)، حيث قال إنه يشعر بالقلق حيال التصعيد بين إسرائيل ولبنان، لكنه أوضح أن قتل إسرائيل قيادياً كبيراً بـ«حزب الله» يحقق العدالة، بحسب «رويترز».

وعليه، فهل حسن نصرالله، أو الحزب، عقلانيان كما قال؟ أشك! وليس حتى بمستوى عقلانية إيران التي تفعل المستحيل لتجنب مواجهة إسرائيل، وبالتالي جر الولايات المتحدة لهذه المعركة، وهذا هدف إسرائيلي واضح.

ولذلك قال المرشد الإيراني إن التفاوض مع العدو مقبول، وإنه لا ضير بالتراجع التكتيكي، وسمعنا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يقول: «باغتيال هنية، أرادت إسرائيل جرَّنا إلى حرب إقليمية، لكنَّنا مارسنا ضبط النفس»، مع وصفه للأميركيين بـ«الإخوة».

ولذا فإن نتنياهو يتحرك الآن من أجل فرض واقع، وتغيير قواعد الصراع، ومحاولة جر واشنطن للمعركة، والجميع يستوعب ذلك، بما فيهم إيران، والطرف الوحيد الواقع بين كماشة الاستفزاز، والإهانات، ومحاولة الظهور بالقوة هو «حزب الله».

وهذه الفرصة التي يبحث عنها نتنياهو، فإن وقعت الحرب الموسعة على لبنان فحينها يكون الحزب مدمراً بنيوياً، وإن لم تقع فإن نتنياهو يقود تغيير «حزب الله»، بل قل تدميره الممنهج.

هذه الصورة الواضحة والتي لا يراها الحزب الآن من هول الضربات والصدمات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو يغير «حزب الله» نتنياهو يغير «حزب الله»



GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

GMT 08:27 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

بعد تحوّل حرب غزّة.. إلى حرب "بيبي"

GMT 08:17 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

معقول بيننا من يشمت بحزب الله ؟؟!

GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 18:36 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

جوكر الكرة المصرية أحمد فتحي يُعلن اعتزاله
  مصر اليوم - جوكر الكرة المصرية أحمد فتحي يُعلن اعتزاله

GMT 10:04 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نصائح لتصميم مكتب منزلي جذّاب
  مصر اليوم - نصائح لتصميم مكتب منزلي جذّاب

GMT 13:09 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
  مصر اليوم - دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

GMT 07:07 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نيللي كريم تعيش حالة من النشاط الفني
  مصر اليوم - نيللي كريم تعيش حالة من النشاط الفني

GMT 22:12 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

البورصة الأردنية تنخفض 1.01% في أسبوع

GMT 21:55 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبوريدة يبحث ترتيبات مباراة مصر وتونس مع وزير الشباب

GMT 22:51 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف نوع جديد من العناكب الذئبية جنوب إيران

GMT 21:31 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

حنان ترك غاضبة من حلا شيحة بعد خلعها الحجاب

GMT 07:06 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

أبوسعدة يكشف عن تنفيذ قطر حُكم تعويض أسر القتلى

GMT 18:35 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

آبل تستبدل بعض هواتف "iPhone X" التي تعاني من مشاكل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon