توقيت القاهرة المحلي 06:24:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفوضى الأفغانية!

  مصر اليوم -

الفوضى الأفغانية

بقلم : طارق الحميد

أسبوع مضى على سقوط كابل، وكل ما حولنا يظهر أننا أمام الفوضى الأفغانية، والحيرة التي لا تصيب طرفي الصراع الولايات المتحدة وحركة «طالبان» وحدهما، بل أيضاً العالم وبالطبع المجتمع الدولي ومنطقتنا.
فيما يخص «طالبان»، مثلاً، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في الحركة، لم تسمه، قوله إن «طالبان» تخطط لإعداد نموذج جديد للحكم لن يكون ديمقراطياً بالتعريف الغربي، لكنه «سيحمي حقوق الجميع»، مضيفاً أن «خبراء قانونيين ودينيين وخبراء في السياسة الخارجية في (طالبان) يهدفون إلى طرح إطار حكم جديد بالأسابيع القليلة المقبلة»، وهذا يعني أن «طالبان» لا تدري كيف تبلع اللقمة الكبيرة، حكم أفغانستان، أو أنها تحاول إقناع العالم بأنها باتت «معتدلة»، والتصديق بذلك يعد تسرعاً خطيراً.
ماذا عن واشنطن؟ الأكيد أن وضعها أسوأ، مثلاً وجود التناقضات التي انطوى عليها خطاب الرئيس بايدن حول «طالبان» وأفغانستان، في ثلاث مرات ظهر فيها على التوالي.
مثلاً، يقول الرئيس: «لم أرَ أي شك في مصداقيتنا من حلفائنا في جميع أنحاء العالم...». وعلق على ذلك مراسل «سكاي نيوز» البريطانية بواشنطن، مارك ستون، بتقرير له قائلاً: «الحقيقة أنه قاد جميع حلفائه إلى أزمة».
مثال آخر، الرئيس بايدن يقول إن «القاعدة» «ذهبت» من أفغانستان، وناقضه بذلك البنتاغون، وقالت شبكة «سي إن إن» المنحازة لبايدن إن تصريحه عن «القاعدة» «زائف».
دولياً، الحيرة والفوضى واضحة، مثلاً، ما هو مصير حلف الناتو؟ وهذا سؤال يُطرح بصوت عالٍ في أوروبا، لأن مصداقية الحليف الأميركي اهتزت. وكيف يمكن التعامل مع «طالبان»، ومَن سيعترف بها أولاً؟ إضافة إلى أن إيران وروسيا في ارتباك واضح أيضاً.
ماذا عن منطقتنا؟ الخطاب السعودي كان واضحاً، حيث أعربت السعودية عن أملها في استقرار الأوضاع بأسرع وقت. و«أن تعمل حركة (طالبان) وكل الأطراف الأفغانية على حفظ الأمن والاستقرار والأرواح والممتلكات، وتؤكد في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق وخياراته التي يقررها بنفسه من دون تدخل من أحد».
ويفترض أن تكون منطقتنا، التي جربت خطورة الإسلام السياسي، سنياً وشيعياً، واكتوت مطولاً بنار الإرهاب، الأكثر وضوحاً بالمواقف والرؤية، وفيما تقبله، وما لا تقبله.
والمفترض ألا تختلط على منطقتنا الأوراق وتكون لديها شروط محددة، ومنها أنه لا دعم للإرهاب، ولا ترويج للخطاب المتطرف، ولا احتضان للإرهابيين، وألا تكون أفغانستان منطلق أعمال إرهابية، وأنه لا زراعة ولا ترويج للمخدرات، وأن تحترم القوانين الدولية، عدا عن ذلك فهو شأن أفغاني.
أما إعلامياً، فيجب أن تبقى أعيننا على أفغانستان كعين الصقر لمعرفة، مثلاً، بنود المفاوضات الأميركية - الأفغانية. وكيف استطاعت «طالبان» تطوير قدراتها باستخدام البورباغندا عبر «السوشيال ميديا» لضرب معنويات القوات الأفغانية التي انهارت، ولكي لا نُفاجأ بحملات منظمة لاستقطاب المتطرفين وترويج التطرف من هناك.
ومعرفة مدلولات انفتاح المتحدث الرسمي لـ«طالبان» على الإعلام الغربي، والحديث حتى مع صحافي إسرائيلي! صحيح أن ما يحدث بأفغانستان شأن أفغاني، لكن التاريخ علّمنا أن أخطر ضربة تلقيناها في العقدين الماضيين كانت ضربة الإرهاب، ومن أفغانستان. ولذا يجب ألا نلدغ من نفس الجحر مرتين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفوضى الأفغانية الفوضى الأفغانية



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon