توقيت القاهرة المحلي 10:38:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بل أسوأ من «سايغون»

  مصر اليوم -

بل أسوأ من «سايغون»

بقلم : طارق الحميد

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الشهر الماضي: «لن يكون هناك أي ظرف من الظروف يؤدي إلى رؤية الناس وهم يُرفعون من الأسطح» في عمليات إجلاء من السفارة الأميركية بأفغانستان على غرار ما جرى في «سايغون» بفيتنام 1975.
واليوم نحن أمام المشهد نفسه، بل أسوأ وأفغانستان تتهاوى بيد طالبان، بأسرع مما توقع الرئيس بايدن نفسه، الذي لم يستجب لنصائح القادة العسكريين في بلاده. وبينما عنونت صحيفتنا بالأمس أزمة أفغانستان بـ(شبح «سايغون» يلاحق واشنطن في كابل)، ومثلها الصحافة الغربية، لكن الحقيقة أن أفغانستان أسوأ من «سايغون»، حيث اضطر بايدن لإرسال آلاف الجنود إلى كابل لإجلاء الدبلوماسيين الأميركيين، وغيرهم.
نقول أسوأ من «سايغون» لأنه كان لدى الرئيس بايدن الوقت الكافي للتخطيط لانسحاب منضبط، لا يضمن عودة طالبان بهذه السرعة، التي قد تتوج طالبان بحكم أفغانستان حتى قبل ذكرى 11 سبتمبر (أيلول) القادمة.
كان بمقدور بايدن الانسحاب وفق نصائح القادة العسكريين، وليس بقرار سياسي، وتحت مبرر أن الرئيس السابق ترمب قد التزم باتفاق يقود لانسحاب، وهذا مبرر واهٍ، خصوصاً أن بايدن ينقض كل أمر فعله ترمب، منذ تسلمه الرئاسة للآن.
الرئيس بايدن يقول إن حرب أفغانستان هي حرب مرت على أربعة رؤساء، هو من ضمنهم، ولن يدعها تعبر للرئيس الخامس، لكن انسحابه من أفغانستان بهذا الشكل، وعودة طالبان، يعني أن بايدن مرر أزمة أفغانستان للأجيال القادمة، والرؤساء القادمين، وبدأ به نفسه.
وعندما نقول إن الانسحاب الأميركي من أفغانستان أسوأ من الانسحاب من فيتنام فلأن ذلك يعني أن واشنطن لم تتعلم من أخطائها، والغريب أن الرئيس بايدن هو أحد أبناء جيل تلك الحرب، وأمضى أكثر من خمسين عاماً بالسياسة.
وعليه فإن الولايات المتحدة في 2021 تؤكد أن سياسات أميركا 1975 لا تزال مستمرة.
والمقصود هنا أن واشنطن بايدن قررت الانسحاب من أفغانستان المحاطة بإيران، وروسيا، والصين، وغيرها، بلا خطط مسبقة، أو منهج يضمن عدم وصول طالبان للحكم، حيث أرادت واشنطن زرع ديمقراطية غربية في بلاد هي بأمس الحاجة للاحتياجات الأساسية الإنسانية، وليس ترف الديمقراطية.
اليوم يتحقق المراد لإيران، والصين، وروسيا، بخروج أميركي من أفغانستان، وبقرار متسرع من الإدارة الأميركية لتعلن هذه الدول انتصارها بالتشفي من واشنطن ومخططاتها، ولو بعودة طالبان.
نعم لا أحد يطالب بحرب لا نهاية لها، ولا أحد يطالب باحتلال أميركي لأفغانستان، أو بقاء طويل الأمد، لكن لا يمكن أن يرمى بلد كامل هكذا في براثن التخلف، والجهل، ونتيجة قرار متسرع.
صحيح، وكما يقال بأن الحرب قرار أكبر من أن يترك للعسكريين، لكن الانسحاب، وضرب المصالح، والحلفاء قرار أكبر من أن يتخذ فقط من قبل الساسة، بسبب شعار انتخابي، لأن التبعات كبيرة، وها هي بدأت بالإساءة إلى سمعة «الحليف الأميركي»، ومعاناة الأفغان، وتدشين الباب للإرهاب العالمي من جديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بل أسوأ من «سايغون» بل أسوأ من «سايغون»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon