توقيت القاهرة المحلي 13:36:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوروبا العاجزة

  مصر اليوم -

أوروبا العاجزة

بقلم:طارق الحميد

بينما كانت منطقتنا تنتظر دوراً أوروبياً فاعلاً في الملف النووي الإيراني في فيينا، وذلك لـ«عقلنة» الاندفاع الأميركي، وكذلك لعب دور محوري في عملية نزع فتيل بعض الدول العربية، مثل ليبيا، أو لبنان، اتضح لنا أن أوروبا نفسها عاجزة عن حل أزماتها.
أوروبا كاملة عاجزة عن حل الأزمة الروسية - الأوكرانية، وسط تصعيد يوحي بأننا أمام حرب قادمة، ويكفي أن نلاحظ بأن الولايات المتحدة هي التي تصرح، وتصعد، علماً بأنه في حال وقوع حرب، أو أزمة غاز، فإن ذلك لا يعني واشنطن بشيء.
الإدارة الأميركية تدير ملفين خطرين باندفاع كامل، في فيينا تندفع واشنطن لإتمام صفقة، وبأي ثمن، مع إيران. وفي أوكرانيا تندفع واشنطن بطريقة توحي أنها تريد للروس التورط هناك، لكن دون خطة لـ«اليوم التالي» لكلا الأزمتين.
و«اليوم التالي» هو دائماً أزمة الولايات المتحدة، سواء بعد غزو أفغانستان والعراق، وكذلك إبان ما عرف بالربيع العربي بمنطقتنا، أو الآن في الأزمة الروسية - الاكرانية؛ حيث تتعثر واشنطن دائماً في التفاصيل.
وشاهدنا كيف تحدث مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن الأزمة الروسية - الأوكرانية، وكأنه المتحدث باسم القوات الروسية حيث أثار الهلع بالفعل، ودون أي التزام عملي أميركي واضح بأمن أوكرانيا. علماً بأن متحدث البنتاغون ناقض معظم معلومات السيد سوليفان!
وعليه، كان المرجو دائماً أن الأوروبيين هم من يساعدون في عقلنة المواقف الأميركية، لكن الآن وأمام الأزمة الروسية - الأوكرانية اتضح أن أوروبا نفسها في أزمة، حيث إنها غير قادرة على لعب دور مؤثر في نزع الفتيل.
كما أن أوروبا عاجزة عن التصرف، في حال تطورت الأزمة إلى حرب في أوروبا، ورغم التهديد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا، فإن أوروبا في حاجة ماسّة للغاز الروسي، ومن الصعب توفير بدائل له حالياً.
وطالما أن أوروبا عاجزة عن إنقاذ جغرافيتها من حرب محتملة، فكيف لها أن تساهم في عقلنة الموقف الأميركي في الملف النووي الإيراني في فيينا، أو المساهمة بوضع حد للصواريخ الباليستية الإيرانية، أو الطائرات المسيرة التي تستهدف منطقتنا.
الأكيد أن الرئيس الفرنسي غير قادر على فعل شيء، وقد رأينا كيف تم التعامل معه أثناء زيارته لموسكو، ولقائه الرئيس بوتين. والبريطانيون غير قادرين أيضاً على فعل شيء، ورئيس الوزراء البريطاني يصارع حزبه، وليس أعداءه، للبقاء على المسرح السياسي.
ولذا، فنحن أمام عجز أوروبي، واندفاع أميركي، ما يعني أن هناك أزمة دولية حقيقية، لن يستفيد منها إلا الصين، وليس الروس، كونهم لا يستطيعون تحمل طموحاتهم العسكرية والسياسية، ولا الإيرانيون، كون أن أمام طهران تحديات داخلية لا يستهان بها.
وبالطبع، ستحاول روسيا وإيران الاستفادة من ذلك، لكن ليس مثل الصين، فقوة إيران تخريبية، وقوة روسيا تكتيكية، صعب أن تكون مستدامة، وكل ذلك يقول لنا إن حالة اللا استقرار هذه ستستمر. ومن المهم الآن التفكير بشكل جيد أمام ما ينتظرنا من حالة فراغ بالقوة وسط الاندفاع الأميركي العبثي للاتفاق مع إيران، أو لدفع روسيا إلى التورط في أوكرانيا، وكذلك للتعامل مع العجز الأوروبي الواضح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبا العاجزة أوروبا العاجزة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ
  مصر اليوم - أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 10:26 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

نصائح يجب اتباعها عند شراء السجاد
  مصر اليوم - نصائح يجب اتباعها عند شراء السجاد

GMT 09:29 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام
  مصر اليوم - وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام

GMT 20:31 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

نيوكاسل يهزم أستون فيلا بثلاثية في الدوري الإنجليزي

GMT 20:13 2017 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

الكارتون السادس والثلاثون

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

هدى المفتي تكشف تفاصيل شخصيتها في "مطعم الحبايب"

GMT 23:24 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

اتجاهات الألوان المميزة في ديكور عام 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon