توقيت القاهرة المحلي 16:47:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أميركا واليمن... كيف؟!

  مصر اليوم -

أميركا واليمن كيف

بقلم : طارق الحميد

على أثر الإعدامات الإجرامية التي نفّذها الحوثيون في صنعاء بحق 9 يمنين، من بينهم قاصر، وبعد اعتقال قسري وتعذيب وحشي ومحاكمة صورية، انتقدت القائمة بأعمال السفير في السفارة الأميركية بصنعاء ما سمّتها الهمجية الحوثية.
وعلى أثر تلك الإعدامات نشرت القائمة بأعمال السفير الأميركي في اليمن، كاثي ويستلي، رسالة قالت فيها: «أعدمت سلطات الحوثيين في صنعاء في 18 سبتمبر (أيلول) 9 أفراد بوحشية بعد محاكمة صورية وبعد سنوات من التعذيب والانتهاكات».
مضيفةً: «كان أحد الذين تم إعدامهم قاصراً. هذا العمل الشائن مثال آخر على عدم اكتراث الحوثيين بحقوق الإنسان الأساسية، ويأتي بعد أيام فقط من هجومهم على ميناء المخا التجاري. وهو نقطة عبور أساسية للإمدادات الإنسانية والواردات الغذائية التجارية».
وختمت القائمة بأعمال السفير الأميركي رسالتها بالقول: «هذه الهمجية يجب أن تتوقف». والسؤال هنا هو: كيف؟ هل ستتوقف هذه الهمجية والجرائم الإرهابية الحوثية بحق اليمنيين أو جيرانهم، فقط من خلال رسالة عبر السفارة الأميركية؟
لم تتوقف جماعات إرهابية منفلتة، مثل «القاعدة»، و«داعش»، أو جماعات إرهابية برعاية دول، مثل الحوثيين أو «حزب الله»، وبرعاية إيرانية، عبر بيانات إدانة أو رسائل تعبير عن قلق.
ولا يُعقل أن يُقتل مدنيون يمنيون بهذه الطريقة الإجرامية، والتي وصفتها القائمة بأعمال السفير بـ«الهمجية»، ويصدر بيان من سفارة واشنطن بصنعاء، بينما تقيم المؤسسات الأميركية الدنيا ولا تُقعدها في حال إيقاف أي متهم في دولة عربية.
لا يُعقل أن تصرح رئيسة مجلس النواب الأميركي في حال توجيه التهمة لأي شخص بالدول العربية، ووفق النظام، بينما تعبّر الولايات المتحدة عن موقفها تجاه مقتل تسعة مدنيين يمنيين وبعد تعذيب ومحكمة صورية فقط عبر بيان للسفارة!
هناك خلل في التعاطي الأميركي مع الجماعات الإرهابية في المنطقة، وعلى رأسها الحوثيون المدعومون من إيران، حيث لا يتم تحميل طهران مسؤولية الأعمال الإرهابية والإجرامية الحوثية، من استهداف المدنيين اليمنيين، أو المطارات المدنية جنوب السعودية.
هناك خلل في التعاطي الأميركي ما دامت واشنطن لم تُعِد الحوثيين إلى قوائم الإرهاب. وهناك خلل ما دام أنه لا يوجد تحرك أميركي جاد، وليس عسكرياً من الأميركيين، وإنما بالتنسيق والمواقف، والالتزام العسكري اللوجيستي لدحر الحوثيين لإعادة الاستقرار لليمن، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
الإدانة والاستهجان والتعبير عن القلق لا تعيد الأوطان، ولا تدعم الاستقرار، ولا تردع الإرهاب والإرهابيين، ولا تُوقف التمدد الإيراني في المنطقة، بل إنها لا تخدم حتى المفاوضات الجارية مع إيران، فلا قيمة لمفاوضات بلا قوة مرادفة.
هذه الانتقائية الغربية عموماً، من دول ومؤسسات، هو ما يجعل القوى الإرهابية في منطقتنا، وتحديداً المدعومة من إيران، تتمادى في إرهابها وجرائمها، لأن ما نشهده من الغرب هو انتقائية، وتساهل، وليس جدية.
التحالف العربي، والسعودية على رأسه، قدم المبادرة تلو الأخرى في اليمن، بينما لم يقدم الحوثيون إلا مزيداً من الإرهاب والجرائم، كما لم يقدم الغرب إلا مواقف انتقائية وشعارات لا معنى لها.
ولذا فكلما صدر تصريح أميركي - غربي حيال اليمن لا يملك المتابع إلا أن يكرر نفس السؤال: كيف؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا واليمن كيف أميركا واليمن كيف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon