توقيت القاهرة المحلي 08:24:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا المستباحة

  مصر اليوم -

سوريا المستباحة

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

من الصعب إحصاء عدد الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف إيران وجماعاتها في سوريا، وربما تقع ضربة جديدة وقت نشر هذا المقال، لكن المؤكد أن هناك استمراراً وتصعيداً إسرائيلياً لاستكمال تلك الهجمات، ومن دون مؤشرات على توقفه لاحقاً، بل ربما يزيد. ولا أعتقد أن هناك حالة مشابهة لهذا الاستهداف الإسرائيلي للأراضي السورية في أي دولة أخرى في العالم، وبهذا الشكل الواضح، ووسط صمت دولي يوحي بالمباركة. إسرائيل، ومنذ فترة، أعلنت أنها غير معنية بإنجاز الاتفاق النووي الإيراني، سواء تم التوقيع عليه من عدمه، وأنها، أي إسرائيل، ستواصل استهداف رأس الأخطبوط الإيراني، وأذرعه في المنطقة.

وهذا ما تفعله إسرائيل منذ ما عرف زوراً بالربيع العربي، وإن كانت الثورة السورية هي الأحق، وأكثر مصداقية، إلا أن الهجمات الإسرائيلية الآن في تصعيد، وتستهدف قيادات ومستودعات ذخائر إيرانية، علاوة على الاستهداف المستمر لقيادات «حزب الله» هناك، ومخازن أسلحته. وتصاعد هذا الاستهداف لا يحرج النظام بدمشق وحده؛ خصوصاً أن خارجية الأسد تطالب مجلس الأمن بوقف تلك الهجمات، وهذا أمر مستبعد لأن مجلس الأمن لم يحمِ السوريين أصلاً من جرائم الأسد. وبالتالي فإن الحرج هنا ليس على نظام الأسد وحده، بل على إيران نفسها التي تلقت صفعات إسرائيلية موجعة داخل طهران نفسها، من تصفيات لقيادات في «الحرس الثوري»، وحتى إجراء تحقيقات مع بعض منهم مصورة بالصوت والصورة، داخل إيران.

الحرج يقع كذلك على قيادات «حزب الله»، رغم الماكينة الإعلامية البالية للحزب، وقبله نظام الأسد، والذين يحاولون تقديم صورة كاذبة عن انتصارات وهمية، كما كان يروّج اليسار العربي والقوميون، بأنه «لا حرب من دون سوريا» التي باتت أرضاً مستباحة. وبسبب هذا الحرج، الأسدي والإيراني، وحرج «حزب الله»، تنصب الهجمة الإعلامية الآن على روسيا للومها على تساهلها مع إسرائيل، وذلك بدلاً من التساؤل عن كذبة «المقاومة والممانعة» التي ما فتئ يرددها أعوان إيران في المنطقة. الجمعة الماضية، مثلاً، نقلت صحيفتنا عن مصدر من النظام الأسدي، لم تسمِّه، قوله إن الروس نصحوا الإيرانيين بضرورة إخلاء مقار عسكرية إيرانية، وذلك «لتفادي القصف الجوي الإسرائيلي، والمحافظة على استقرار الجزء الغربي من سوريا».

وبحسب المصدر، فإن 3 ضباط روس أبلغوا «نظراء لهم إيرانيين، الأربعاء الماضي، في مطار حماة العسكري» بضرورة «عدم إعطاء الإسرائيليين حجة، أو ذريعة لمواصلة القصف مع بقاء الوجود الإيراني في هذا الجزء المهم من سوريا». الواضح من التسريب أن نظام الأسد يريد القول إن روسيا لا تلتزم تماماً بحمايته، وتسهل العمليات الإسرائيلية. والحقيقة أن روسيا نفسها بمواجهة مفتوحة ليس مع الأوكرانيين وإنما الغرب عموماً، ومن الطبيعي أن تعيد تقييم عملياتها، ومصالحها، حتى في سوريا التي يتردد أن موسكو قد سحبت منها صواريخ «إس 300»... ولذا فإن مدى الحرج الذي يعيشه النظام الأسدي، وإيران وجماعاتها بالمنطقة، وتحديداً «حزب الله»، بات كبيراً ومقلقاً للنظام الإيراني ونظام الأسد. كما يعني أن لا خطوط حمراء أمام الإسرائيليين في سوريا، وهو الأمر الذي يذكرنا دائماً بكذبة «المقاومة والممانعة».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا المستباحة سوريا المستباحة



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - بدء اختبار أول لقاح في العالم ضد عدوى نوروفيروس بتقنية mRNA

GMT 22:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»
  مصر اليوم - روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»

GMT 07:26 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة
  مصر اليوم - بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل

GMT 23:14 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

أسعار الحديد في مصر اليوم السبت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon