توقيت القاهرة المحلي 10:31:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران... غليان وارتباك

  مصر اليوم -

إيران غليان وارتباك

بقلم - طارق الحميد

تدخل الاحتجاجات في إيران أسبوعها العاشر تقريباً، وتتخذ منحى غير مسبوق، حيث تم إحراق منزل مؤسس الثورة آية الله الخميني، وخروج المظاهرات في جل المدن والقرى، ومنها «خمين» مسقط رأس الخميني نفسه، وانتشار ظاهرة إسقاط العمائم.
ورغم كل العنف الذي يمارسه النظام فإن السمة الواضحة حتى الآن هي ارتباك النظام، وهذا تحليل مبني على معطيات، أهمها أمران؛ الأول، خروج قائد «الحرس الثوري» أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، مهدداً المحتجين بأن هذا آخر يوم لهم بالشوارع، لكن رقعة الاحتجاجات اتسعت.
والثاني، الكلمة التي ألقاها المرشد الأعلى قبل يومين أمام «حشد من أهالي أصفهان»، وبثت بثلاث صيغ مختلفة بموقع المرشد، ووكالتي «فارس» و«إيرنا»، وبدا خطاب المرشد مرتبكاً، ودفاعياً.
يقول خامنئي: «البعض في داخل إيران ينجرون خلف الدعاية الغربية ويقولون إن النظام الإسلامي يفتقر إلى الحرية وسيادة الشعب، لكن مجرد هذا الكلام يدل على الحرية»، وهذا التصريح بحد ذاته مثير للسخرية، مضيفاً أن «العناصر التي تقف وراء أعمال الشغب لم تتمكن من جر الناس بالخروج إلى الشوارع، والآن تسعى إلى استمرار هذه الأعمال للضغط على المسؤولين، إلا أن هذه الأعمال ستنتهي»، وهذان السطران بعضهما يناقض بعض!
ثم يتحدث خامنئي عن أهمية «الأمل، لذلك يعمل العدو على زرع اليأس بين الشعب»، معلناً أن «الأمل والنشاط ما زالا متوفرين بالمجتمع». وهذا يعني أن المرشد يقر بأن الناس فقدت الأمل، وإلا لما تطرق لذلك وأقر بأن المشاكل الاقتصادية «حقيقية».
والمهم والأهم قوله: «تجب معاقبة مرتكبي الجرائم والقتل والتدمير أو التهديد بإضرام النار بالمحال وسيارات التجار والأشخاص، ومن أجبرهم على فعل هذه الأعمال حسب ذنوبهم، والجرائم التي ارتكبوها».
ونقل عن خامنئي بصيغة مختلفة، قوله: «المخدوع يجب أن يهتدي، ولكن المجرمين يجب أن يعاقبوا ولا يحق لأي شخص معاقبة هؤلاء بشكل تعسفي». وهذا عكس مطالب البرلمانيين والمتشددين بضرورة التنكيل بالمتظاهرين.
واللافت أن ما يقوله خامنئي الآن يختلف تماماً عما قاله بمظاهرات عام 2019. وقتها نقلت «رويترز» ما نصه: «لم يكد يمضي يومان على الاحتجاجات التي اجتاحت إيران حتى نفد صبر الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي فجمع كبار المسؤولين في أجهزة الأمن والحكومة وأصدر أمراً لهم: افعلوا ما يلزم لوضع حد لها». واليوم يبدو أن الوضع مختلف.
وهذا ليس للقول إن النظام لم يرتكب جرائم، بل للقول إن كل جرائم النظام عجزت عن تعطيل الاحتجاجات، التي عدها الرئيس الفرنسي «ثورة»، وهي كذلك. وللقول إن تصريحات المرشد وقائد «الحرس» تظهر ارتباكاً وعجزاً، وخشية من أمر ما.
ويقول لي متخصص إن الشاه أواخر أيامه «كان يخشى الاستعانة بالقوات كيلا تكون لهم اليد العليا بحكم ابنه. واليوم يخشى خامنئي من سطوة العسكر وهو يخطط لأن يخلفه ابنه مجتبى». وأعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على إبراهيم رئيسي الحالم بخلافة المرشد.
خلاصة القول هي أن ما يحدث في إيران، وحتى اللحظة، يقول إن الناس تغلي، والنظام مرتبك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران غليان وارتباك إيران غليان وارتباك



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 09:41 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة أصالة لجمهورها قبل حفلها في سلطنة عُمان
  مصر اليوم - رسالة أصالة لجمهورها قبل حفلها في سلطنة عُمان

GMT 07:26 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة
  مصر اليوم - بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل

GMT 23:14 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

أسعار الحديد في مصر اليوم السبت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon