توقيت القاهرة المحلي 09:03:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحالف المنكوبين

  مصر اليوم -

تحالف المنكوبين

بقلم - طارق الحميد

في الوقت الذي يدور الحديث فيه عن تقارب تركي مع النظام الأسدي، بمباركة إيرانية، ووساطة روسية، يبدو أن ما يجمع هذا التحالف الأسدي – الإيراني – الروسي، هو الضعف وليس القوة؛ إذ إنه تحالف المنكوبين.
مثلاً، يعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، عن استعداد بلاده لتزويد لبنان بالوقود، وتأهيل منشآت الطاقة الكهربائية، في حين تقول صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن إيران توقفت عن تزويد سوريا بالنفط بأسعار رخيصة.
وتقول الصحيفة الأميركية إن طهران أبلغت النظام الأسدي بأنه يجب أن يدفع مقابل تزويده بشحنات نفط إضافية. والأدهى من كل ذلك أن إيران نفسها تعاني من أزمة انقطاع للغاز بالأراضي الإيرانية.
والأمر الآخر هنا أن الأسد نفسه بدأ يقلل من احتمالية التقارب مع تركيا، وحدد شروطاً لذلك، منها إنهاء «الاحتلال التركي» للأراضي السورية، وضرورة التعاون فيما سماه ملف «الإرهاب».
وهذه الشروط لن تُحل بالتفاوض التركي - الأسدي، وإنما من خلال الضغوط الروسية؛ إذ تسعى موسكو لتحقيق هذا التقارب التركي - الأسدي، والسبب خلف ذلك هو رغبة موسكو بتسخير كل قدراتها للحرب في أوكرانيا.
والمعلومات المتوافرة تقول إن الروس ينوون نقل بعض معداتهم وقواتهم من سوريا إلى الجبهة مع أوكرانيا، وبالتالي فإنهم يبحثون عن «تفاهمات» تركية – أسدية؛ لكي لا تملأ إيران الفراغ الذي سينتج عن الانسحاب الروسي بسوريا.
وهنا يكون التساؤل حول جدية هذا التحالف الإيراني - الروسي، وهو تحالف الضرورة بسبب الأوضاع الداخلية في إيران، والتي تحرج نظام الملالي الذي بات يصطدم بالأوروبيين من ناحية، كما تضاءلت فرص طهران للتوصل لاتفاق مع الأميركيين حول الملف النووي.
وعليه، فنحن هنا أمام حلفاء، روسيا – إيران - الأسد، لا يستطيعون الإيفاء بالتزاماتهم لشعوبهم، ولا لبعضهم البعض، وتنعدم بينهم الثقة، وكل قوتهم تقوم على أن القوى الدولية لا تملك استراتيجية حقيقية للتعامل مع الروس والإيرانيين، وبالطبع النظام الأسدي، وهو الهش فيهم.
كل ذلك يقول لنا إن كل معركة خارجية هي معركة خاسرة؛ لأن المعركة الأساس هي معركة بناء الداخل؛ داخل كل دولة على حدة، وليس التوسع والتمدد، من خلال الحروب والمؤامرات.
وتقول لنا أيضاً إن قوة كل نظام تنبع أساساً من قوته الداخلية، اقتصادياً، وسياسياً، واجتماعياً، وليس عبر الميليشيات، والمتاجرة بأرواح البشر، واللعب بورقة الطائفية، والإرهاب، والاغتيالات، وغيرها.
كما تظهر لنا أن تحالف الضرورة هذا، أو تحالف المنكوبين، غير قابل للاستمرار، أو النجاح، وإن أحدث أثراً، فسوف يكون تدميرياً لدول التحالف نفسها، ومهما بلغت الأضرار على الآخرين؛ فالخاسر الأكيد في النهاية هو أطراف هذا التحالف.
وسيكون أكبر الخاسرين في هذا التحالف هو أضعف حلقة فيه، وهو النظام السوري الذي لا يملك من أمره شيئاً وسط السطوة الروسية بدمشق، والتغلغل الإيراني الذي بات واقعاً في سوريا التي تعاني أكثر من العراق سياسياً، أو لبنان اقتصادياً وسياسياً.
صحيح أن في لبنان فراغاً رئاسياً، لكن بسوريا رئاسة دون دولة، هيكلياً وجغرافياً؛ لذلك فنحن إزاء حلف غير قابل للاستمرار، مهما قيل ويقال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحالف المنكوبين تحالف المنكوبين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon