توقيت القاهرة المحلي 21:22:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نفاق أم عجز؟

  مصر اليوم -

نفاق أم عجز

بقلم - طارق الحميد

منذ أسابيع والأوكرانيون يشتكون، ويحذّرون، من خطورة الطائرات المسيّرة الإيرانية التي يستخدمها الروس في الحرب بأوكرانيا، إلا أن الإدارة الأميركية، تحديداً، تفضل الحديث عن خفض إنتاج «أوبك بلس»، وانتقاد السعودية بشكل سخيف.
الأوروبيون على علم بذلك أيضاً، بل تمت مناقشتهم الشهر الماضي في نيويورك، وقيل لهم صراحةً: «الآن تهتمون بالمسيّرات الإيرانية المعطاة لروسيا ونحن كنا نحاول لسنوات إقناعكم بخطرها علينا... هل أوروبا أهم من باقي الدول؟».
ورغم كل ذلك لم تتحرك الإدارة الأميركية والأوروبيون لوضع حد للإرهاب الإيراني المتمدد، بل يُمعنون في الحديث عن كيفية إيجاد بدائل أفضل للتواصل مع الإيرانيين، وإلى قبل أسبوع، وإلى أن أحرجتهم الاحتجاجات السلمية بإيران، والتي وضعت الغرب والملالي في حرج شديد.
والاثنين الماضي قال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، إن إيران مسؤولة عن «جرائم قتل أوكرانيين» بعد أن هاجمت روسيا مدناً أوكرانية بطائرات مسيّرة إيرانية الصنع من طراز «شاهد - 136».
وكتب مستشار الرئيس الأوكراني على «تويتر» رأياً دقيقاً، ولافتاً، حيث قال: «إيران مسؤولة عن قتل أوكرانيين. فالدولة التي تضطهد شعبها تقدم الآن أسلحة فتاكة لقتل أعداد كبيرة من الناس في قلب أوروبا»، مضيفاً، وهنا المهم بل الأهم: «هذه هي عواقب الأعمال غير المنجزة، والتنازلات لنظام استبدادي. وهذه حالة تكون فيها العقوبات غير كافية». وهذا صحيح تماماً، وكل الشواهد تؤكده.
لولا التساهل الأميركي، وخصوصاً منذ فترة الرئيس أوباما الذي حاول بكل سذاجة إعادة تأهيل النظام الإيراني، والتساهل الأوروبي لَمَا تدخلت إيران في أوروبا، ناهيك بتدخلها في أربع عواصم عربية.
وأقول سذاجة سياسات أوباما لأنه بنفسه، أي أوباما، اعترف قبل أيام، بالصوت والصورة، بأنه أخطأ في عدم دعم الثورة الإيرانية الخضراء عام 2009 وبدلاً عن ذلك انتهج مع إرهابيي إيران سياسة «اليد الممدودة».
أوباما الذي قالت إدارته للرئيس الراحل حسني مبارك إبان الربيع العربي المزعوم «ارحل، والآن تعني الآن»... نفس حزبه، وأعضاء إدارته السابقون، وهم حاليون الآن، حاولوا، وحتى قبل أسبوع، إعادة تأهيل نظام الملالي لولا أن احتجاجات الشعب الإيراني أحرجتهم. ويقول أوباما ذلك الآن من أجل ركوب الموجة، ودعم الديمقراطيين في الانتخابات النصفية.
والقصة في الولايات المتحدة لا تقف عند حد الإدارة الحالية، بل حتى شخصيات تعيش خارج الزمان، مثل بيرني ساندرز، الذي أشك أنه قرأ خبراً عن منطقتنا، ومنذ عام 2001 هذا إذا كان يقرأ أصلاً.
وكذلك أوروبا التي كانت تحشد، وإلى قبل أسابيع، من أجل دخول الأسواق الإيرانية، والحصول على الطاقة من هناك، لم تكن تكترث لحقوق الإنسان، مثلها مثل إدارة بايدن، التي تحاول استغلال قرار «أوبك بلس» لتحقيق مكاسب انتخابية.
خلاصة القول هو ما قاله مستشار الرئيس الأوكراني بأن «هذه هي عواقب الأعمال غير المنجزة، والتنازلات لنظام استبدادي. وهذه حالة تكون فيها العقوبات غير كافية». فهل تستوعب الإدارة الأميركية والغرب ذلك؟ أم أنهم عاجزون عن فعل ذلك؟ أم هو النفاق؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نفاق أم عجز نفاق أم عجز



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon